لطالما كان هناك جدل حول المهاجرين في الأوساط السياسية والاجتماعية بالولايات المتحدة، حيث تقول بعض الآراء إن المهاجرين يشكلون عبئا على اقتصاد البلاد.

لكن أرقام منظمة الاقتصاد الأمريكي الجديد (New American Economy) تقول عكس ذلك تماما، إذ تشير إلى قيمة المهاجرين المضافة ومدى مساهمتهم في ازدهار الحياة الاقتصادية والثقافية في أمريكا.

التركيبة السكانية في أوهايو 

المهاجرون في سن العمل هم أكثر من نظرائهم المولودين في الولايات المتحدة، ما يعني أنهم فاعلين اقتصاديا، كمستهلكين، وكدافعي ضرائب يساهمون في تمويل الخدمات والبرامج الاجتماعية الحكومية، كالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

بحسب المنظمة المشار إليها أعلاه، بلغت نسبة قوى المهاجرين العاملة في أوهايو 76.7٪، بينما بلغت نسبتها 62.3٪ من المولدين في أمريكا.

ريادة الأعمال في أوهايو 

الشركات الجديدة والمشاريع الصغيرة والمتوسط هي المحرك الرئيسي لنمو الوظائف في الولايات المتحدة، حيث يعلب المهاجرون دورا مهما في تأسيسها بمعدلات أعلى بكثير من مواليد أمريكا.

تشير البيانات إلى أن هناك 29,257 صاحب أعمال من المهاجرين في أوهايو، إجمالي دخلهم التجاري 894 مليون دولار أمريكي.

الضرائب وقوة الإنفاق في أوهايو 

تساهم الأسر المهاجرة بمئات المليارات من الدولارات في الدخل الفيدرالي والضرائب الفيدرالية والمحلية على مستوى الولايات، وتتمتع بقدر هائل من القوة الشرائية، وهم يدعمون بذلك المجتمعات المحلية كمستهلكين ودافعي ضرائب.

ويستفيد المهاجرون، مثل جميع المقيمين في الولايات المتحدة، من الخدمات العامة، كالتعليم والرعاية الصحية وغيرها، لكن المساهمات الاقتصادية للمهاجرين تفوق بكثير تكلفة الخدمات العامة المترتبة على وجودهم في أمريكا.

في أوهايو، يبلغ دخل الأسر المهاجرة 21.2 مليار دولار، يدفعون منها 6.0 مليار دولار ضرائب محلية وفيدرالية، وينفقون منها 15.1 مليار دولار.

القوى العاملة في أوهايو 

النمو في عدد سكان المهاجرين ساعد أيضا على تقوية القوة العاملة في أمريكا، حيث تزيد فرصة حصول المهاجرين على درجة علمية متقدمة أكثر من الذين ولدوا في الولايات المتحدة.

وتوضح الأرقام أن عدد المهاجرين الحاصلين على شهادات بكالوريوس وماجستير في أوهايو هي أكثر من الحاصلين عليها من مواليد الولايات المتحدة، فقد بلغت نسبة الحاصلين على درجة البكالوريوس من المهاجرين 21.9٪، في مقابل 18٪ من مواليد أمريكا، في حين حصل 21.5٪ من المهاجرين على شهادة ماجستير في مقابل 10.5٪ من مواليد أمريكا.

الرعاية الصحية في أوهايو 

بلغت نسبة العاملين بقطاع التمريض في أوهايو من المولودين بالخارج 4.1٪، أما نسبة المساعدين الصحيين فقد بلغت 7.2٪ مقارنة بمواليد أمريكا، وهو أمر يؤكد على أن المهاجرين يقومون حاليا بتلبية الحاجة المتزايدة لنظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

الإسكان في أوهايو 

في العقود الأخيرة، زاد عدد المهاجرين إلى أمريكا عن 40 مليون مهاجر، ما أدى إلى ارتفاع ثروة الإسكان بمقدار 3.7 تريليون دولار، وتنشيط المجتمعات وجعلها أكثر تنوعا وجاذبية.

بالنسبة لولاية أوهايو، بلغ أصحاب المنازل من المهاجرين 125,840 شخصا، في مع نسبة شراء منازل جديدة من قبل الذين ولدوا في الخارج 5.8٪، في وقت تقدر فيه ثروة الإسكان التي تحتفظ بها أسر المهاجرين 31.2 مليار دولار، إضافة إلى قيمة الإيجارات المدفوعة التي تبلغ 1.1 مليار دولار. 

الطلاب الدوليون في أوهايو 

يساهم الطلاب الأجانب في أمريكا بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي كل عام، الأمر الذي يدعم الوظائف من خلال مدفوعات الرسوم الدراسية والإنفاق اليومي، إضافة إلى تعزيز الابتكار وبراءات الاختراع.

وبلغ عدد الطلاب الدوليين في كليات وجامعات أوهايو 35508 طالبا، يساهمون بنحو 1.2 مليار دولار، يدعمون من خلالها 12646 وظيفة. 

وعليه، فالأرقام تؤكد دور المهاجرين بالولايات المتحدة في تنشيط الحركة الاقتصادية، والمساهمة في ازدهار الحركة الثقافية والاجتماعية في البلاد.