استدعت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للاحتجاج على اتفاقية الدفاع المعروفة باسم (AUKUS) التي أعلنت عنها كل من الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا أمس، وذلك لدعم أستراليا في تطوير غواصات نووية، بهدف مواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادئ.
فرنسا احتجت على أمريكا لأنها زودت استراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية دون استشارتها، معلنة عن استدعاء سفيريها في كل من البلدين، في قرار اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنه بناء على طلب رئيس الجمهورية، قررت على الفور استدعاء سفيرينا لدى الولايات المتحدة وأستراليا إلى باريس للتشاور، موضحا أن هذا القرار الاستثنائي تبرره الخطورة الاستثنائية للإعلانات الصادرة في 15 سبتمبر من قبل أستراليا والولايات المتحدة، والتي اعتبرها "انتهاكًا خطيرًا للثقة".
وأدى قرار ماكرون إلى تعميق الخلاف بين الحليفين منذ فترة طويلة بشأن صفقة الغواصة، التي أبقاها المسؤولون الأمريكيون والأستراليون سرا عن الفرنسيين حتى ما قبل الإعلان يوم الأربعاء.
وقال لودريان إن الشراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا، والتي ستؤدي إلى التخلي عن اتفاقية سابقة بين أستراليا وفرنسا، تشكل "سلوكًا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء، وتؤثر عواقبه على مفهومنا ذاته لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ لأوروبا".
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأنهم أبلغوا الفرنسيين أولاً صباح الأربعاء، قبل ساعات من إعلان بايدن عن الصفقة، موضحين بأن كبار المسؤولين الأمريكيين حاولوا، دون جدوى، تحديد موعد اجتماعات مع نظرائهم الفرنسيين قبل تسريب أنباء الصفقة في الصحف الأسترالية والأمريكية.
في إيجاز مع الصحفيين يوم الجمعة قبل إعلان الحكومة الفرنسية عن سحب السفراء، قللت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، من أهمية الضرر الذي لحق بالعلاقة بين البلدين.
وقالت "كما قال الرئيس، نحن نتعاون بشكل وثيق مع فرنسا بشأن الأولويات المشتركة في كل من منطقة المحيطين الهندي والهادئ وسنواصل القيام بذلك هنا في مجلس الأمن"، مشيرة إلى أن الخلافات هي جزء من طبيعة العلاقة بين الأصدقاء، وأنها ستواصل التعاون مع فرنسا لمعالجة التوتر في العلاقات.