خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على التزام الولايات المتحدة بإعادة بناء علاقة مبنية على الاحترام المتبادل مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني، وعلى القناعة المشتركة بأن "الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والفرص والكرامة."
ونقل بلينكن تعازي الولايات المتحدة العميقة للعائلات التي فقدت أحبائها في أعمال العنف الأخيرة، موضحا بأن فقدان أي طفل هو خسارة هائلة، ولا يمكن إدراكه في بعض النواحي إلا من قبل أولئك الذين عانوا من الخسارة. وهذا صحيح بغض النظر عما إذا كنت إسرائيليًا أو فلسطينيًا أو أمريكيًا.
وأضاف الوزير أن جولة العنف الأخيرة هي "أحد تجلّيات مجموعة أكبر من القضايا التي يتعين علينا معالجتها إذا كنا سنمنع تكرار ما جرى"، مرحبا بوقف إطلاق النار المستمرّ، ومشيرا إلى أهمية البناء على وقف إطلاق النار ومحاولة تحريك الأمور في اتجاه إيجابي حقيقي.
وشدد الوزير على معارضة الولايات المتحدة "لأي أعمال استفزازية أحادية الجانب تخاطر بإثارة المزيد من العنف وتقوّض احتمالات التوصّل إلى حل عادل ودائم للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يتطلّب في النهاية وجود دولتين"، مؤكدا استمرار أمريكا في "الوقوف ضدّ أي عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوّض آفاق التقدم الحقيقي والسلام الحقيقي، سواء كان ذلك نشاطً استيطانيا أم هدما للمنازل أم ضمّا للأراضي أم تحريضا على العنف أم تعويض الأفراد المسجونين بسبب أعمال الإرهاب."
وأكد بلينكن عن التزام الولايات المتحدة بالوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف، موضحا بأنه "يجب أن يكون الفلسطينيون والمسلمون من جميع أنحاء العالم قادرين على الصلاة بسلام في الحرم الشريف، الآن وإلى الأبد. في القدس ومن أي مكان من إسرائيل، إذ أن العائلات الفلسطينية المسيحية والمسلمة تستحق الحق نفسه في العبادة والبناء والازدهار مثل جيرانهم اليهود."
وقال مخاطبا الرئيس عباس، "إن تطلعات الشعب الفلسطيني مثل تطلعات الناس في كل مكان: العيش بحرية؛ وأن تُحترم حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في اختيار قادتهم؛ والعيش في أمان؛ والحصول على فرص متساوية لأنفسهم ولأطفالهم؛ وأن يعاملوا بكرامة. ورسالتي اليوم هي أن الولايات المتحدة ملتزمة، سيدي الرئيس، بالعمل معكم، للعمل مع الشعب الفلسطيني لتحقيق هذه التطلعات."
وأشار الوزيز إلى أهمية مساعدة الناس في هذه اللحظة، والعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحكومة إسرائيل للمساعدة في جهود الإغاثة والإنعاش في غزة.
ولهذه الغاية، أبلغ بلينكن الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستبلغ الكونغرس بنيتنا تقديم 75 مليون دولار كمساعدات إنمائية واقتصادية إضافية للفلسطينيين في عام 2021. وسنقدم أيضًا 5.5 مليون دولار على الفور كمساعدة في حالات الكوارث لغزة وأكثر من 32 مليون دولار للمساعدات الإنسانية الطارئة التي تقدّمها الأونروا.
وأوضح الوزير أن الولايات المتحدة بصدد تقديم أكثر من 360 مليون دولار من الدعم العاجل للشعب الفلسطيني، منوها إلى العمل مع الشركاء لضمان ألا تكون حماس هي المستفيدة من جهود إعادة الإعمار هذه، مضيفا أن "إعادة إعمار غزة لن تكون أمرا منطقيا إلا إذا كان ثمّة ثقة في أن ما يعاد بناؤه لن يضيع سدىً مرة أخرى، إذا ما قرّرت حماس شنّ المزيد من الهجمات الصاروخية في المستقبل."
خلال الاجتماع، أبلغ بلينكين الجانب الفلسطيني أيضا عن عزم الولايات المتحدة حشد المجتمع الدولي لتوفير 1.5 مليون جرعة من لقاحات كورونا للشعب الفلسطيني.
كما أوضح الوزير التزام الولايات المتحدة بالعمل مع السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتقدّم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأمين المزيد من الفرص لتقوية القطاع الخاص وتوسيع التجارة والاستثمار، والعمل مع السلطة الفلسطينية لضمان حرية التعبير لجميع الفلسطينيين وتعزيز وحماية المجتمع المدني، مشيرا إلى تطلعه إلى لقاء قادة المجتمع المدني الفلسطيني في وقت لاحق اليوم.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أبلغ كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الولايات المتحدة ستمضي قدمًا في عملية إعادة فتح قنصليتنا في القدس، معتبرا أن هذه طريقة مهمة لأمريكا للتعامل مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم له.