قبل احتفال شركة جوجل بذكرى عيد ميلادها الـ 106 في شهر يناير/تشرين ثاني، لم يكن كثير من الناس يعرف السيدة مفيدة عبد الرحمن، أول امرأة تترافع أمام المحاكم في جمهورية مصر العربية.
ولدت مفيدة في حي الدرب الأحمر جنوبي القاهرة في 19 يناير/كانون ثاني عام 1914، والتحقت وهي في سن الخامسة في مدرسة داخلية للبنات بتشجيع من والدها الذي كان يعمل خطاطاً للمصحف الشريف، وتابعت دراستها إلى حصلت على شهادة البكالوريا من مدرسة السنية.
شجعها زوجها الذي كان يعمل كاتبا للمصاحف على استكمال دراستها الجامعية، لتصبح أول امرأة مصرية متزوجة وأم لطفل تلتحق بكلية الحقوق. واصلت تعليمها الجامعي بالرغم من متابعتها لشؤون أسرتها الكبيرة إلى أن تخرجت من الجامعة وهي أم لأربعة أطفال.
حققت مفيدة نجاحاً باهراً في المحاماة، وكانت أول امرأة تمارس المهنة في القاهرة، إضافة إلى أنها أول من ترافع في محكمة النقد والمحكمة العسكرية.
مسيرة نجاح السيدة مفيدة لم تتوقف عند المجال القانوني، بل عملت في مجال الاقتصاد والمال عضوا في مجلس إدارة بنك تجاري، وفاعلة في المضمار السياسي عضوا في البرلمان لمدة 17 عاما متتالية، إضافة إلى عملها مع الأمم المتحدة في مجال تنظيم الأسرة.
أنجبت مفيدة عبد الرحمن تسعة أبناء، وتوفيت في الثالث من سبتمبر/أيلول 2002، عن عمر يناهز الـ 88 عاما.