أوهايو: ساحة معركة انتخابية من يربحها يفوز برئاسة أمريكا

أوهايو أكثر ولاية متأرجحة في الانتخابات

يشير مصطلح "الولاية المتأرجحة" إلى الولايات التي تأرجحت تاريخيا في التصويت لأحزاب مختلفة في الانتخابات الرئاسية، بينما تُعرف الولايات التي تميل إلى تأييد حزب واحد بانتظام بـمصطلح "الولاية الآمنة"، ولهذا تستثمر الأحزاب في حملاتها الانتخابية في الولايات المتأرجحة أكثر من استثمارها في الولايات الآمنة التي تحتفظ بحصة كافية من الناخبين الذين لديهم ولاء كبير لأحزابهم. 

وتعد أوهايو من الولايات المتأرجحة المهمة، فقد تأرجحت بين الحزبين خلال آخر عشرة انتخابات رئاسية. منذ عام 1944، اختار أهالي أوهايو المرشح الخاسر مرة واحدة فقط، حين صوتوا للجمهوري ريتشارد نيكسون المنافس للديمقراطي جون ف. كينيدي في عام 1960.

نظرة على بعض مفاصل الانتخابات الأمريكية التاريخية

أنشأ الآباء المؤسسون للولايات المتحدة دستوراً يُمكّن الشعب الأمريكي من اختيار رئيسهم بعيدا عن التقاليد الملكية لبريطانيا، تم بموجبه انتخاب جورج واشنطن كأول رئيس للولايات المتحدة في عام 1789.

في ذلك الوقت، كان الرجال البيض الذين يمتلكون عقارات هم فقط الذين يحق لهم التصويت، إلا أن التعديلات الخامسة عشر والتاسع عشر والسادسة والعشرين للدستور وسعت حق الاقتراع ليشمل جميع المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا منذ ذلك الحين.

وتطورت الحملات والانتخابات الرئاسية لتصبح سلسلة من المسابقات الشرسة، وأحيانًا مثيرة للجدل. هناك قصص وراء كل انتخابات - بعضها ينتهي بانتصارات ساحقة، وبعضها الآخر يحُسم بهوامش ضيقة – لكنها توفر خارطة طريق لأحداث تاريخ الولايات المتحدة.

في انتخابات عام 1820، خاض الرئيس جيمس مونرو الانتخابات دون منافسة، وفاز بجميع الأصوات الانتخابية الثمانية في ولاية أوهايو، وجميع الأصوات الانتخابية على مستوى البلاد باستثناء صوت واحد في نيو هامبشاير، حيث تولى رئاسة أمريكا من 1804 وحتى 1820.

أما انتخابات عام 1824 فكانت عبارة عن انتخابات إعادة تنظيم معقدة بعد انهيار الحزب الديمقراطي الجمهوري السائد آنذاك، ما أدى إلى قيام أربعة مرشحين مختلفين بادعاء حمل راية الحزب والتنافس على النفوذ في أجزاء مختلفة من البلاد.

الانتخابات في تلك السنة كانت الوحيدة في تاريخ أمريكا التي يقررها مجلس النواب بموجب أحكام التعديل الثاني عشر لدستور الولايات المتحدة بعد تعذر حصول أي مرشح على أغلبية الأصوات الانتخابية، وكانت الانتخابات الرئاسية الوحيدة التي لم يصبح فيها المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات الانتخابية (أندرو جاكسون) رئيسا.

واحدة من أهم الانتخابات في التاريخ الأمريكي 

انتخابات عام 1860 كانت واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية في التاريخ الأمريكي، وضعت المرشح الجمهوري إبراهام لنكولن في مواجهة مع مرشح الحزب الديمقراطي السناتور ستيفن دوغلاس والمرشح عن الحزب الديمقراطي الجنوبي جون بريكنريدج ومرشح حزب الاتحاد الدستوري جون بيل. كانت القضية الرئيسية في الانتخابات العبودية وحقوق الولايات. خرج لينكولن منتصرا وأصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة خلال أزمة وطنية غير مسبوقة: الحرب الأهلية.

أما انتخابات عام 1864 فقد جرت أثناء الحرب الأهلية، دون مشاركة من الولايات الموالية للكونفدرالية الأمريكية، وأعيد فيها انتخاب لنكولن تحت راية الاتحاد الوطني ضد مرشح ديمقراطي كان جنرالا في الحرب الأهلية، يدعى جورج ب. ماكليلان.

لم يفز جمهوري برئاسة أمريكا دون الفوز بولاية أوهايو

شاركت أوهايو في كل انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ أن أصبحت ولاية في عام 1803، وتعتبر من الولايات المتأرجحة، تارة يربحها الديمقراطيون وتارة أخرى الجمهوريون، لذلك يتم استهدافها من قبل حملات الأحزاب الانتخابية.

منذ ظهور نظام الحزبين، لم يفز أي جمهوري برئاسة أمريكا دون الفوز بولاية أوهايو، وفاز اثنان فقط من الديمقراطيين بالرئاسة الأمريكية دون الفوز بولاية أوهايو، وهم: جروفر كليفلاند في السنوات 1884/1892 وجون ف. كينيدي في عام 1960.

غروفر كليفلاند هو الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة، وأول ديمقراطي ينتخب بعد الخرب الأهلية عام 1885، والرئيس الوحيد الذي غادر البيت الأبيض وعاد إليه لولاية ثانية بعد أربع سنوات. حكم كليفلاند في السنوات (1885-1889) و (1893-1897).

جون إف كينيدي، كان الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة، وحكم في السنوات (1961-1963)، وهو الأصغر الذي ينتخب كرئيس للولايات المتحدة، في 22 نوفمبر 1963، لكنه اغتيل بعد نحو ألف يوم من توليه المنصب في دالاس، تكساس. وأصبح أيضًا أصغر رئيس أمريكي يموت.

كينيدي ذو الأصول الإيرلندية، ولد في منطقة بروكلين بولاية ماساتشوستس في 29 مايو 1917. تخرج من جامعة هارفارد في عام 1940، والتحق بالبحرية الأمريكية. في عام 1943، عندما صدمت مدمرة يابانية قاربه من طراز PT وأغرقته، قاد كينيدي على الرغم من الإصابات الخطيرة الناجين عبر المياه الخطرة إلى بر الأمان.

أوهايو: الولاية المتأرجحة

أوهايو قسم من الغرب الأوسط يحتوي على القليل من كل شيء أمريكي، كما أشار تعليق سابق لإحدى المجلات، وهي ولاية رئيسية في ساحة المعركة الرئاسية، كانت ضرورية لإعادة انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2000، لأنه فاز هناك بما يقرب من أربع نقاط. في تلك الانتخابات، فاز بوش بالولاية بنسبة 51٪ من الأصوات، كما كانت أوهايو محل نزاع شديد أيضا في عامي 2008 و2012، حيث فاز باراك أوباما بفارق ضئيل في كلتا المناسبتين.

في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، فاز دونالد ترامب في أوهايو بفارق 8.13 نقطة.

أوهايو تمتلك الآن أقل عدد من الأصوات الانتخابية (المجمع الانتخابي) منذ عام 1828، عندما كان لديها 16 صوتا انتخابيا، لكن إجمالي الأصوات الانتخابية الرئاسية في ولاية أوهايو يتراجع منذ عقود؛ بالنسبة للانتخابات الرئاسية من 2012 إلى 2020، كان لدى أوهايو 18 صوتا انتخابيا، بعد أن كان لديها 20 في انتخابات 2004 و2008، و26 صوتا في السنوات 1964/1968.

خسرت أوهايو صوتين انتخابيين بعد نتائج تعداد السكان في الولايات المتحدة لعام 2010، وتركها مع 18 صوتا انتخابيا للانتخابات الرئاسية في 2012 و 2016 و 2020.

أوهايو لديها سمعة تاريخية كولاية متأرجحة أكثر من أي ولاية أخرى، حيث صوتت لصالح المرشح الرئاسي الفائز في كل انتخابات منذ عام 1964، وفي 33 من 37 انتخابات رئاسية منذ الحرب الأهلية. لذا صار من المعروف في ثقافة الانتخابات الرئاسية السائدة في أمريكا أن أوهايو هي أكثر أهمية من الولايات المتأرجحة الأخرى، حيث لم يصل أي مرشح جمهوري إلى البيت الأبيض دون أن يربح هذه الولاية.

مقالات ذات صلة

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

جودة الهواء تعطل حياة الملايين في الولايات المتحدة وكندا

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

الجواز الأمريكي في المرتبة الثامنة و 27 دولة لديها جوازات سفر أقوى

الصورة

أمريكا تشهد أسوأ انخفاض في متوسط العمر المتوقع منذ مائة عام

الصورة

اعتراف رئاسي تاريخي بالأمريكيين العرب واعتذار عن التحيز ضدهم

الصورة
خارطة الولايات المتحدة الأمريكية

ما هي الولايات الأكثر شعبية للانتقال إليها في عام 2022 ؟

الصورة
أمريكا - تأشيرة الزيارة

ما تحتاج لمعرفته حول مقابلات تأشيرة الزيارة إلى أمريكا

الصورة

نصف الهجمات الجماعية في أمريكا كانت بدافع الخلافات