أضرب أكثر من 7000 ممرض وممرضة في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن نقص الموظفين ورعاية المرضى، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست.
كما تفاقمت التوترات في أماكن عملهم في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا الشتاء، حيث احتجوا أو أضربوا أو هددوا بالإضراب أيضا في كل من كاليفورنيا و أوريجون و ميشيجان و مينيسوتا.
الممرضون كان عليهم التعامل خلال موسم الإنفلونزا الحالي مع أعداد كبيرة من المرضى في غرف الطواريء التي كانت تمتليء بهم في معظم الأحيان، حيث وصلت أوقات الانتظار لرؤية الطبيب إلى ست ساعات، ما يشكل ضغطا متزايدا عليهم.
واحتج مئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع أنحاء البلاد يوم الخميس الماضي على نقص الموظفين في HCA Healthcare، وهو أكبر نظام مستشفيات في البلاد، في وقت أعلنت فيه مستشفيات عديدة في الولايات المتحدة عن حاجتها إلى مئات الموظفين في مجال مهنة التمريض،
كانت مخاوف قلة الموظفين في قلب النزاعات العمالية في عدد لا يحصى من القطاعات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إضراب السكك الحديدية الوطني الذي تم تجنبه، ولكن ربما لم تكن هذه التوترات أكثر وضوحًا في مجال الرعاية الصحية والتمريض.
في حين أن نقص الموظفين ابتليت به بعض المستشفيات والمراكز الطبية على الصعيد الوطني لسنوات، أضاف الوباء طبقات جديدة من التوتر، حيث عمل العاملون في مهنة التمريض خلال تفشي فيروس كورونا الذي أدى إلى موت وإعاقة الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، فيما أدى انتشار الأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي في الأشهر الماضية إلى تفاقم الوضع.
مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق، ترك عدد من العاملين في مهنة التمريض الميدان أو تقاعدوا مبكرًا أو غيروا وظائفهم، حيث يشير تقرير الواشنطن بوست إلى مغادرة حوالي 100 ألف ممرض وممرضة هذا القطاع بين عامي 2020 و 2021، وفقًا لتقدير industry trade-journal، على الرغم من وجود 4.4 مليون ممرض وممرضة مسجلون مع تراخيص نشطة اعتبارًا من عام 2021، وفقًا للمجلس الوطني للمجالس الحكومية للتمريض، تم توظيف 3 ملايين شخص فقط كممرضين، وفقًا لوزارة العمل.
في السنوات التي سبقت الوباء، كان هناك عدد كافٍ من الممرضين والممرضات الجدد الذين دخلوا الخدمة ليحلوا محل المتقاعدين، وفقًا لتقريرMcKinsey & Co لعام 2022 بعنوان "تقييم التأثير المستمر لـ COVID-19 على القوى العاملة التمريضية"، لكن كوفيد غير كل شيء.
ووجد التقرير أنه على مدار العامين الماضيين، خطط عدد متزايد من العاملين في المهنة لترك القوى العاملة بمعدلات أعلى مقارنة بالعقد الماضي، وهو اتجاه استمر حتى مع انخفاض حالات الإصابة بالفيروس.
بالنسبة للعاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية الذين يتقاضون أجورًا أقل من الممرضين والممرضات، مثل فنيي الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية ومساعدي التمريض، فإن تأثيرات نقص الموظفين هي بنفس السوء.
يشار إلى أنه مع تزايد عدد السكان وشيخوختهم، جنبًا إلى جنب مع استمرار موجات فيروس كورونا، يعني أن الطلب على العاملين في مهنة التمريض سيستمر في الارتفاع في السنوات القادمة، ومن المتوقع بحلول عام 2025 أن يكون عدد الممرضين والممرضات في الولايات المتحدة ما بين 200000 و 450.000 ممرضة، وفقًا لتقرير McKinsey & Co.