الصورة

انهيار بنوك أمريكية

انهيار بنوك ومخاوف من أزمة مالية حقيقية: ماذا يحدث في أمريكا اليوم؟

أكبر إنهيار يشهده بنك أمريكي منذ عام 2008

سعت مؤسسات إقراض مالية كبيرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مثل (SVB Financial) و (Silvergate Capital) إلى بيع أصولها بخسارة لتعويض النقص الشديد في سيولتها المالية، استجابة لتدفق الودائع الخارجية واندفاع العملاء لسحب أموالهم.

قبل أيام، أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك "سيليكون فالي"، في أكبر إنهيار يشهده بنك أمريكي منذ عام 2008، ما أثار مخاوف كبرى البنوك والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

البنك الذي يحتل المرتبة السادسة عشر بين أكبر البنوك الأمريكية، تكبد نتيجة لبيع أصوله من السندات، خسارة قدرها 1.8 مليار دولار، فيما تراجعت أسهمه إلى أكثر من 60٪.

وجاءت عمليات السحب من البنك من قبل الشركات التكنولوجية والناشئة، والتي بدأ العديد منها يواجه مشاكل مالية منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.

بعض الشركات الناشئة التي كانت لها صلات بالبنك، سارعت لدفع رواتب موظفيها، خشية توقف مشاريعها أو تسريح الموظفين أو منحهم إجازات حتى يتمكنوا من الوصول إلى أموالهم.

وقالت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع إنها تحملت نحو 175 مليار دولار من الأموال المحتفظ بها في البنك، وهي مؤسسة تحمي عادةً الودائع التي تصل إلى 250 ألف دولار، موضحة بأن الأموال التي يتم جمعها من بيع أصول البنك ستذهب إلى المودعين غير المؤمن عليهم.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي كان قد رفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة، وحذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن البنك المركزي قد يضطر إلى تسريع وتيرة زيادة أسعار الفائدة لتهدئة الاقتصاد أكثر.

لم يكن بنك "سيليكون فالي" هو الوحيد في الولايات المتحدة الذي ينهار، فقد سحب العملاء أموالهم وهم في حالة ذعر من بنك (Silvergate) الذي يقدم خدماته لعملاء العملات المشفرة، عقب انهيار بورصة العملات المشفرة (FTX) في عام 2022.

وقال بنك (Silvergate) في شهر يناير الماضي إنه تكبد خسائر قدرها 886 مليون دولار من بيع الأوراق المالية مع انخفاض الودائع، مما أدى إلى إضعاف البنك بشكل كبير.

ومع تطور المشكلة، قال البنك (Silvergate) إنه بصدد الإغلاق.

لماذا إنهار بنك "سيليكون فالي" ؟

تضرر بنك "سيليكون فالي" بشدة من التراجع في أسهم التكنولوجيا خلال العام الماضي، بالإضافة إلى خطة الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة من أجل الحد من التضخم.

اشترى البنك ما قيمته مليارات الدولارات من السندات على مدى العامين الماضيين باستخدام ودائع العملاء.

عادةً ما تكون هذه الاستثمارات آمنة، لكن قيمة هذه الاستثمارات انخفضت لأنها دفعت معدلات فائدة أقل مما قد يدفعه السند المماثل إذا تم إصداره في بيئة أسعار الفائدة الأعلى اليوم.

في الظروف الطبيعية، هذه ليست مشكلة، لأن البنوك تحتفظ بالسندات لفترة طويلة، ما لم تضطر إلى بيعها في حالات الطوارئ.

لكن عملاء البنك، ومعظمهم من الشركات الناشئة والتكنولوجية، سحبوا ودائعهم خلال العام الماضي من بنك "سيليكون فالي" لتغطية حاجتهم المتزايدة للنقد بعد إخفاقهم في الحصول على تمويل إضافي لأعمالهم غير المربحة.

في البداية لم تكن هذه مشكلة كبيرة، لكن عمليات السحب المتزايدة دفعت البنك لبيع أصوله من السندات بخسارة لتلبية سحوبات العملاء، فيما فشل في العثور على مستثمرين خارجيين لزيادة رأس المال.

ما هو القلق الذي يخيم على سكان أمريكا الآن ؟

تراجعت أسهم المؤسسات المالية العملاقة يوم الخميس الماضي، بما في ذلك أكبرها: (JPMorgan Chase) و (Bank of America) نتيجة لقلق المستثمرين من أن اضطرار هذه البنوك إلى أخذ إجراءات مماثلة، لكن هذه المؤسسات العملاقة تملك تمويلاً وقواعد عملاء أكثر تنوعًا من البنوك مثل (Silicon Valley) أو (Silvergate)، مما يمنحهم العديد من الخيارات خلال الأوقات الصعبة.

في الجهة المقابلة، يعتبر وضع البنوك الأمريكية المالي الحالي أقوى بكثير مما كان عليه في الفترة التي سبقت الأزمة المصرفية الكبرى الأخيرة في عام 2008، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المنظمين أجبروهم على الاحتفاظ برأس مال إضافي، من بين إجراءات وقواعد أخرى فرضوها على القطاع المصرفي بعد الأزمة السابقة.

وعلى الرغم من أن قيمة التأمين التي تضمنها المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع تصل إلى 250 ألف دولار ، إلا أن العديد من الشركات والأثرياء الذين استخدموا البنك - المعروف بعلاقاته مع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ورأس المال الاستثماري - كانت لديها أموال تفوق هذا المبلغ في حساباتهم.

الأمريكيون عبرّوا أيضاً عن خشيتهم من عدم الحصول على الرواتب في جميع أنحاء البلاد، وهو قلق يبدو مشروعا بعد أنباء انهيار بعض البنوك المتسارعة.

بدورها، شددت وزيرة الخزانة جانيت يلين خلال مقابلة تلفزيونية على أن الوضع يختلف كثيرًا عن الأزمة المالية السابقة التي حدثت منذ ما يقرب من 15 عامًا، في وقت لم تخف فيه قلقها يشأن المودعين وتلبية احتياجاتهم، محاولة طمأنة الأمريكيين من خلال استبعاد تأثير على شكل "دومينو" بعد انهيار بنك "سيليكون فالي".

وقالت بلين إن النظام المصرفي الأمريكي آمن ويتمتع برأس مال جيد.

فشل بنك "سيليكون فالي" يعتبر ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة بعد انهيار "واشنطن ميوتشوال" في عام 2008، وهو بنك كان يركز في خدماته على العاملين في مجال التكنولوجيا والشركات المدعومة برأس المال الاستثماري، بما في ذلك بعض العلامات التجارية الأكثر شهرة في الصناعة.

آخر التصريحات الرسمية في الأزمة

قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين اليوم الأحد إن الحكومة الفيدرالية لن تنقذ بنك "سيليكون فالي"، لكنها تعمل على مساعدة المودعين المهتمين بأموالهم.

مقالات ذات صلة

الجواز الأمريكي في المرتبة الثامنة و 27 دولة لديها جوازات سفر أقوى

ثلث ممرضات وممرضي الولايات المتحدة يفكرون بترك المهنة

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

الصورة

أمريكا تشهد أسوأ انخفاض في متوسط العمر المتوقع منذ مائة عام

الصورة

اعتراف رئاسي تاريخي بالأمريكيين العرب واعتذار عن التحيز ضدهم

الصورة
خارطة الولايات المتحدة الأمريكية

ما هي الولايات الأكثر شعبية للانتقال إليها في عام 2022 ؟

الصورة
أمريكا - تأشيرة الزيارة

ما تحتاج لمعرفته حول مقابلات تأشيرة الزيارة إلى أمريكا

الصورة

نصف الهجمات الجماعية في أمريكا كانت بدافع الخلافات