أظهرت دراستان نشرتا اليوم الاثنين في دورية Nature Astronomy أن هناك مياه على سطح القمر، مؤكدة بعض النظريات القديمة التي تحدثت عن وجود مياه على القمر التي قد تمكن رواد الفضاء يومًا ما من العيش هناك لفترات طويلة.
ووجد فريق علمي علامة تدل على جزيئات الماء يفي المنطقة بالشمس، بينما قدرت مجموعة أخرى الانتشار الواسع لنقاط صغيرة مظللة على سطح القمر، بأن تكون احتمالا لوجود جليد مائي على مساحة 15 ألف ميل مربع.
وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (NASA)عن العثور على جزيئات الماء في واحدة من أكبر فوهات سطح القمر المرئية من الأرض (Clavius Crater)، مشيرة إلى أن الماء قد يتوزع على السطح، ولا يقتصر على الأماكن الباردة المظللة.
وفي تصريح لمدير وكالة الفضاء جيم بريدنستين، قال إن معرفة المزيد عن وجود المياه على القمر على درجة كبيرة من الأهمية لخطط الولايات المتحدة لاستكشاف القمر.
هذا وتعتبر مياه القمر مصدرًا محتملاً من قبل وكالة ناسا التي أنشأت برنامجًا يسمى Artemis في عام 2019، لإرسال رواد فضاء أمريكيين إلى القمر في هذا العقد، وربما يتمكن المستكشفون في المستقبل من استخدام المياه القمرية ليس فقط لإرواء عطشهم ولكن لإعادة تزويد صواريخهم بالوقود.
علماء الفلك تجاهلوا في السابق بحث نُشر في مجلة سوفيتية عام 1978 يفيد بجمع مياه القمر من خلال مسبار "سوفيتي" لقناعتهم بفكرة صحراوية القمر، ولأنهم لم يستطيعوا رؤية البحيرات أو السحب من خلال تلسكوباتهم، كما أن فكرة وجود الماء على القمر محيرة بالنظر إلى ما رآه رواد فضاء أبولو وشعروا به من خلال أحذيتهم قبل نصف قرن، لكن الدراسات الدقيقة لعينات القمر ورصد المركبات الفضائية ساعدت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على قلب فكرة صحراوية القمر.
في عام 2018، وجد العلماء رواسب جليدية في قطبي القمر، والتي لم يزورها رواد فضاء أبولو. يُعتقد أن القطب الجنوبي للقمر على وجه الخصوص يحتوي على خزانات من المياه التي يحتمل أن تكون مفيدة في شكل جليدي أو جزيئي - على الرغم من أنها ليست سائلة بالتأكيد.
يأتي الاكتشاف الجديد بناء على المراقبة عن بعد لسطح القمر بواسطة تلسكوب الأشعة تحت الحمراء على SOFIA، وهي طائرة بوينج 747 معدلة تطير عالياً في الغلاف الجوي للأرض وتفحص سطح القمر. اكتشفت الأدوات الموجودة على متن المرصد خواصًا دقيقة في ضوء القمر بطول موجة 6 ميكرون، يعتقد الباحثون أنه إشارة مياه لا لبس فيها.
