أدى إنتشار إنفلونزا الطيور منذ نحو عام في الولايات المتحدة المنتشر إلى ارتفاع أسعار الدواجن والبيض، وإلى تكبيد الحكومة الأمريكية ما يقرب من 661 مليون دولار، والقضاء على ما لا يقل عن 58 مليون طائر في 47 ولاية، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

استمرار التفشي أحبط الجهود المبذولة لمنع الفيروس من التأثير على أسعار البيض وإمداداته في البلاد، حيث خسر المزارعون أكثر من مليار دولار بحسب ما أوردته أسوشيتد برس نقلا عن أحد الاقتصاديين الزراعيين، على الرغم من عدم حساب التكلفة الإجمالية حتى الآن.

النبأ السيئ هو أنه مع دخول الفاشية عامها الثاني واقتراب موسم هجرة الطيور الربيعي، لا تلوح نهاية في الأفق، حيث لا يمكن للمزارعين فعل الكثير بخلاف الخطوات التي اتخذوها بالفعل لمحاولة إبعاد الفيروس.

على عكس السنوات الماضية، وجد الفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور المتسببة بالمرض الشديد طريقة للبقاء على قيد الحياة خلال حرارة الصيف الماضي الماضي، مما أدى إلى ارتفاع عدد الحالات المبلغ عنها في الخريف.

لقد انتشر المرض بالفعل أكثر من آخر تفشي كبير لأنفلونزا الطيور في عام 2015، ولكن لم يثبت أنه مكلف حتى الآن جزئيًا لأن الحكومة طبقت الدروس المستفادة منذ ثماني سنوات.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الوطني للديك الرومي، شيلبي نيومان، إن الولايات المتحدة شهدت العام الماضي أسوأ انتشار لأنفلونزا الطيور شديدة العدوى في تاريخ هذا القطاع.

خلال الانتشار الحالي، تم ذبح 58.4 مليون طائر في أكثر من 300 مزرعة تجارية في 47 ولاية أمريكية للحد من انتشار المرض، حيث تم التخلص من 16 مليون طائر في ولاية أيوا التي تعتبر أكبر منتج للبيض في البلاد، فيما لم تبلغ ولايات هاواي ولويزيانا ووست فرجينيا بعد عن أي حالة أنفلونزا الطيور.

في عام 2015، تم ذبح حوالي 50 مليون دجاجة وديك رومي في أكثر من 200 مزرعة في 15 ولاية، وكانت آنذاك أكبر كارثة صحية تتعلق بالحيوانات في تاريخ الولايات المتحدة، ولقد كلف ذلك خسارة ما يقرب من 3 مليارات دولار، فيما أنفقت الحكومة الفيدرالية ما يقرب من مليار دولار للتعامل مع الطيور المصابة وتنظيف الحظائر وتعويض المزارعين.

ومع استمرار تفشي أنفلونزا الطيور وزيادة الحالات، تتراكم الفواتير على المزارعين، وهي تكلفة يتحمل جزء منها المستهلك الأمريكي، حيث قفزت أسعار البيض إلى 4.82 دولارًا لكل دزينة في يناير من 1.93 دولار في العام السابق، وفقًا لأحدث الأرقام الحكومية، في حين أثرت تكاليف الأعلاف والوقود والعمالة المرتفعة بشكل كبير على الارتفاع الشديد.

قال الباحث في الفيروسات بجامعة جورجيا، ديفيد ستالكنخت، إن هناك بعض الأمل في ألا يكون هذا الربيع بهذا السوء لأن الديوك الرومية والدجاج ربما طوروا بعض المناعة ضد الفيروس.

المشكلة الرئيسية في أنفلونزا الطيور هي أن الفيروس شديد العدوى ينتشر بسهولة عن طريق الطيور البرية من خلال فضلاتها وإفرازات أنفها، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها المزارعون، من الصعب إبعاد الفيروس.

يقوم منتجو الدواجن والبيض، بالشراكة مع الحكومة، بتحليل هذه الفاشية للحصول على دروس جديدة في الحفاظ على صحة الطيور.

يقول المسؤولون إن أنفلونزا الطيور لا تمثل تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان، فحالات الإصابة بين البشر نادرة للغاية ولا يُسمح لأي من الطيور المصابة بالوصول إلى الإمدادات الغذائية للبلاد، إضافة إلى أن طهي الدواجن بشكل صحيح إلى 165 درجة فهرنهايت سيقتل أي فيروسات.

تم تأكيد حالة إصابة بشرية واحدة فقط بإنفلونزا الطيور خلال هذا الفاشية، وهو رجل كان يساعد في ذبح وإزالة الطيور المصابة من مزرعة في كولورادو، لكنه تعافى من المرض بعد أيام قليلة.