أسوشيتد برس - توقعت الحكومة الأمريكية بأن تشهد فواتير التدفئة ارتفاعا قد يصل إلى 54٪ مقارنة بالشتاء الماضي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود والغاز الطبيعي المتوقع.
وأشارت الحكومة إلى أن الناس في الغرب الأوسط الأمريكي سيكونون أكثر عرضة إلى ارتفاع الأسعار والفواتير، والتي قد تصل إلى ما يقدر بنحو 49٪، ليصبح بذلك أغلى شتاء بالنسبة للمنازل التي يتم تسخينها بالغاز الطبيعي منذ 2008-2009.
كما من المتوقع أن يدفع الناس الذين يعتمدون على الغاز الطبيعي للتدفئة 746 دولارًا هذا الشتاء كمتوسط، بزيادة 30٪ عن العام الماضي، حيث يعتمد على هذا المصدر ما يقارب من نصف المنازل في الولايات المتحدة.
هذا وتعد الكهرباء ثاني أكثر مصادر التدفئة استخدامًا في المنازل على مساحة البلاد، بنسبة تبلغ نحو 41٪ من المنازل في أمريكا، ومن المتوقع أن تشهد تلك الأسر زيادة متواضعة بنسبة 6٪ لتصل إلى 1,268 دولارًا.
أما المنازل التي تستخدم زيت التدفئة والتي تشكل نحو 4٪، فمن المقدر أن تشهد زيادة بنسبة 43٪ لتصل إلى 1734 دولارًا، في وقت من المرجح أن تكون فيه الزيادات الحادة للمنازل التي تستخدم البروبان، والتي تمثل 5٪ من الأسر الأمريكية.
هذا الشتاء من المتوقع أن يكون أكثر برودة قليلاً في جميع أنحاء البلاد مقارنة بالعام الماضي، هذا يعني أنه من المحتمل أن يحرق الناس المزيد من الوقود للتدفئة، ما يعني فواتير أعلى من ذي قبل.
التوقعات أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهي أحدث تذكير بالتضخم الذي من المتوقع أن يؤثر على الاقتصاد العالمي.
هذا وأصدرت الحكومة تقريرًا منفصلاً يوم الأربعاء يوضح أن الأسعار ارتفعت بنسبة 5.4٪ للمستهلكين الأمريكيين في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، ويتطابق هذا مع أعلى معدل تضخم منذ عام 200، حيث أدى الاقتصاد المتجدد وسلاسل التوريد المتعثرة إلى ارتفاع أسعار كل شيء من السيارات إلى محلات البقالة.
السبب الأكبر لارتفاع فواتير التدفئة هذا الشتاء هو الارتفاع الأخير في أسعار سلع الطاقة بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات في عام 2020، ونما الطلب ببساطة أسرع من الإنتاج مع عودة الاقتصاد إلى الحياة بعد الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا.
على سبيل المثال، ارتفع الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أعلى سعر له منذ عام 2014 وارتفع بنسبة 90٪ تقريبًا خلال العام الماضي. وفي غضون ذلك، ارتفع وقود التدفئة أكثر من الضعف في الأشهر الاثني عشر الماضية بحسب أسعار الجملة.
سبب آخر لهذا الارتفاع هو الكيفية التي أصبح عليها السوق العالمية للوقود؛ في أوروبا، أدى الطلب القوي والإمدادات المحدودة إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 350٪ هذا العام، الأمر الذي يدفع ببعض الغاز الطبيعي المنتج في الولايات المتحدة للتوجه إلى السفن المتجهة إلى دول أخرى، مما يضيف ضغوطًا تصاعدية على الأسعار المحلية أيضًا.
وفي الوقت نفسه، ترتبط أسعار زيت التدفئة ارتباطًا وثيقًا بسعر النفط الخام، الذي ارتفع بأكثر من 60٪ هذا العام.
تتأثر هذه الزيادات بشكل أساسي في الشمال الشرقي، حيث انخفضت نسبة المنازل التي تستخدم زيت التدفئة إلى 18٪ من 27٪ خلال العقد الماضي.
لذا على الجميع في أمريكا أن يستعد لدفع فواتير تدفئة أعلى بكثير هذا الشتاء، إلى جانب كل شيء آخر على ما يبدو.