أظهرت نماذج التوقعات لمعهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) في كلية الطب بجامعة واشنطن في سياتل استمرار ارتفاع أعداد الوفيات اليومية في الأردن بسبب فيروس كورونا حتى الأسبوع الأول من شهر نيسان/ ابريل المقبل، وصولا إلى مجموع وفيات تراكمي يقارب 7 آلاف وفاة.
النماذج المذكورة تشير أيضا إلى حاجة الأردن إلى ما لا يقل عن 2000 سرير في وحدات العناية الحثيثة، في وقت يتوفر فيه 1181 سرير، ما يعني احتمال وصول النظام الصحي في الأردن نهاية هذا الشهر إلى حالة من الارهاق، حيث بلغت نسبة الاشغال اليوم (11 مارس) 46%، في وقت سجلت فيه وزارة الصحة الأردنية أعلى عدد إصابات بفيروس كورونا منذ بدء انتشار الوباء بواقع 8300 إصابة.
وفيما يتعلق بأجهزة التنفس الاصطناعي المخصصة للتعامل مع المصابين بفيروس كورونا، تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الأردنية إلى توفر 1070 جهاز، فيما تشير التوقعات إلى حاجة النظام الصحي إلى ما لا يقل عن 2500 جهاز.
سيناريو الموجة الحالية يوضح بأن الاستخدام الأقصى للموارد الصحية سيبلغ ذروته في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، حيث سيحتاج النظام الصحي إلى أكثر من 11 ألف سرير، منهم نحو 2000 سرير في وحدات العناية المركزة، ما قد يجبر الطواقم الطبية على اتخاذ قرارات صعبة، كما حدث في بعض دول العالم.
بالنسبة لعدد الإصابات، تشير نماذج التوقعات إلى أن الأردن يعيش هذه الأيام قمة الموجة الحالية، ومن المتوقع أن تبدأ الأرقام بالتناقص خلال الأسبوع المقبل، لكن الوفيات سترتفع حتى الأسبوع الأول من الشهر المقبل، كون موجة الوفيات تتأخر عادة عن موجة الإصابات.
النماذج التي يصدرها المعهد تهدف إلى مساعدة الأنظمة الصحية على اتخاذ قرارات صحية حكيمة، وهي توقعات تقريبية تحتوي على أعداد قابلة للزيادة أو النقصان بحسب: مسار الوباء الحالي، سلوك المجتمع ومدى التزامه بتدابير السلامة العامة، قدرة السلطات الرسمية على تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين، ومدى مناسبة وفعالية الاجراءات المتخذة.
المعهد وضع افتراضاته استنادا إلى أن 15٪ من سكان الأردن قد أصيبوا حتى 1 آذار/مارس، وأن 65٪ من الأشخاص يرتدون أقنعة لدى خروجهم من المنزل، وأن عملية التطعيم مستمرة ضمن الوتيرة الحالية، كما يستند إلى أن الحكومة تكيف استجابتها للحالة الوبائية عبر إعادة فرض التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات لمدة 6 أسابيع عندما تصل الوفيات اليومية إلى 8 من كل مليون نسمة.
يشار إلى أن معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) هو معهد بحثي يعمل في مجال إحصاءات الصحة العالمية، يقوم باجراء الأبحاث العلمية إلى جانب تدريب العلماء وصناع السياسات والجمهور على مفاهيم المقاييس الصحية، وتشمل مهمته الحكم على فعالية المبادرات الصحية والأنظمة الصحية الوطنية في العالم.
المصدر: http://bit.ly/3bBRYti