أصبح جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، بعد فوزه على منافسه الرئيس الخامس والأربعين الجمهوري دونالد ترامب، في معركة انتخابية تأخر إعلان نتيجتها لثلاثة أيام، انتهت بحصول بايدن على أكبر حصيلة اقتراع في تاريخ أمريكا.

وتأكد فوز بايدن بعد حصوله على 20 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتا يمثلون مجموع أصوات المجمع الكاملة، بعد تقدمه بولاية بنسلفانيا التي حسمت المعركة لصالحة، ومكنته من الحصول على الأغلبية المطلوبة للوصول إلى البيت الأبيض. 

وأدلى عدد كبير من أنصار الرئيس المنتخب جو بايدن بأصواتهم عبر البريد، خصوصا في بعض المدن الرئيسية ذات الأغلبية الديمقراطية، مثل: فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، اتلانتا بولاية جورجيا، ولاس فيغاس بولاية نيفادا، وهو ما يفسر ظهور نتائج أولية في هذه الولايات لصالح ترامب في اليومين الأول والثاني بسبب تأخر فرز أوراق الاقتراع المتأخرة بالبريد. 

في اللحظات الأخيرة من عملية الإفراز، بدأت ولايات جورجيا وبنسلفانيا التي تقدم فيها ترامب في أول يومين بالتحول إلى اللون الأزرق، وهو السيناريو الذي توقعه المرشح السابق للرئاسة السناتور بيرني ساندرز في وقت سابق بمقابلة تلفزيونية. 

وأدلى الناخبون الأمريكيون صباح اليوم الثلاثاء الماضي (3 نوفمبر) بأصواتهم المباشرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد أيام من التصويت المبكر وعبر البريد التي سجلت أرقاماً قياسية غير مسبوقة بنحو 100 مليون صوت انتخابي. 

وجرت الانتخابات وسط أجواء سياسية مشحونة تصاعدت فيها حدة المخاوف من حدوث اضطرابات نتيجة عدم قبول ترامب بنتيجة الانتخابات أو الاعتراف بهزيمته أمام أنصاره، وتهنئة الفائز، ونشوب أعمال شغب واضطرابات في بعض مدن الولايات المتحدة.

قبل الانتخابات، اتخذت العديد من المباني في وسط بعض المدن الرئيسية في ولايات متعددة احتياطات تمثلت في إغلاق واجهات المحلات الزجاجية بألواح خشبية تحسبا من حدوث أعمال تخريب أو اضطرابات، بينما زادت السلطات الأمنية من تواجدها وفرض تدابير أمنية مشددة على مساحة البلاد.

وقال ترامب، "سنخوض معارك قانونية متعلقة بالانتخابات ولن نتخلى عن القتال من أجل الأمة".

وفي تغريدة له على تويتر قبل يومين من إعلان النتيجة، كتب بايدن: "لن ينتزع أحد منا ديمقراطيتنا، ليس الآن ولا أبدا"، ردا على تصريحات ترامب الذي شكك فيها بنزاهة العملية الانتخابية.

وقال بايدن إنه بمجرد الانتهاء من هذه الانتخابات ووضعها خلفنا، فإن الوقت سيحين لأن نفعل ما كنا نفعله دائمًا كأمريكيين: أن نضع الخطاب القاسي للحملة وراءنا.

ومن المنتظر أن يظهر دونالد ترامب للإعلان عن قبوله بالنتيجة بحسب ما جرت فيه العادة في الانتخابات الأمريكية، في وقت يرى فيه كثيرون بأنه قد يرفض قبول النتيجة ويستمر في اللجوء إلى القضاء.

وواجه المرشح الديمقراطي صعوبة كبيرة في حسم النتيجة لصالحة بعد تأخر فرز الأصوات في كل من جورجيا، بنسلفانيا، نيفادا، ونورث كارولاينا، إلا أن فوزه في ولاية بنسلفانيا مكنه من حسم التنافس والحصول على 284 صوتا انتخابيا من مجموع 538 يمثلون مجموع أصوات المجمع الانتخابي، وتحقيق النصر. 

من هو الرئيس جو بايدن؟

بدأت مسيرة بايدن السياسية في مجلس الشيوخ الأمريكي بعمر مبكر قبل أن يبلغ الثلاثين، سيناتورا عن ولاية ديلاوير منذ عام 1972 حتى أصبح نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2009.

بايدن البالغ من العمر 77 عاما خبير في السياسة الخارجية، وهو الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وكان قد ترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في عامي 1988 و 2008.

الرئيس المنتخب متحدث بارع، واجه في صغره مشاكل في النطق، وقال مرة إن التلعثم الذي عانى منه في مرحلة الطفولة جعله يفضل التحدث من القلب بدلا من القراءة من جهاز عرض الخطابات.

مآسي بايدن الشخصية 

واجه بايدن مآسي شخصية عديدة، فقد انتهى الحب الذي جمعه مع زوجته الأولى بيليا بمأساة حزينة.

بعد نحو ست سنوات من زواجهما، صدمت شاحنة سيارة زوجته قبل أسبوع من عيد الميلاد، لتموت هي وطفلتهما إيمي البالغة من العمر 13 شهرا، بينما أصيب ولداه بجروح متباينة.

دخل بايدن بعد الحادثة في حزن شديد، تعافى منه لاحقا من خلال التركيز على مساعدة أبنائه المصابين على التعافي، والعودة إلى حياتهما الطبيعية.

بعد سنوات، تزوج بايدن من جيل تريسي جاكوبس عام 1977 وانجبا ابنتهما آشلي عام 1981، لكنه سرعان ما عانى من خسارة شخصية أخرى عندما توفي ابنه بو عن عمر يناهز 46 عاما، بعد صراع مع سرطان الدماغ.

 ماذا بعد الفوز؟

تعهد بايدن أثناء حملته ا لانتخابية بإصدار مجموعة من القرارات فور دخوله البيت الأبيض، أبرزها إقرار خطة بقيمة 1700 مليار دولار تهدف لبلوغ مرحلة الحياد الكربوني بحلول 2050، وإعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس وتشديد القواعد البيئية، وخلق المزيد من فرص عمل، إضافة إلى رفع الحجر المفروض على بعض الدول لدخول الولايات المتحدة وتحسين النطام الصحي وقوانين الضرائب في أمريكا، مع الانفتاح أكثر على العالم وتحسين أداء السياسية الأمريكية الخارجية.