تفيد الأنباء الواردة من سيبيريا اشتعال حرائق هائلة في الغابات بجميع أنحاء سيبيريا على نحو قياسي بلغ أكبر من جميع الحرائق التي اندلعت هذا الصيف في جميع أنحاء العالم مجتمعة.
تأججت الحرائق الهائلة في روسيا جزئياً من موجات الحرارة الشديدة وتسجيل موجات الجفاف التي يلقي العلماء باللوم فيها على درجات الحرارة الأكثر دفئًا المرتبطة بتغير المناخ.
المنطقة الأكثر تضررًا هي ياقوتيا، وهي جمهورية شاسعة شبه مستقلة تقع على بعد حوالي 3000 ميل شرق موسكو، وتعد في الشتاء واحدة من أبرد الأماكن المأهولة على وجه الأرض، حيث تشتعل فيها الحرائق منذ أواخر الربيع، لتكون بذلك واحدة من أكبر الحرائق التي تم تسجيلها على الإطلاق.
المنطقة تعاني من جفاف تاريخي ساهم في تغذية الحرائق، حيث انجرفت كميات هائلة من الدخان حتى ألاسكا والقطب الشمالي، في وقت تكافح فيه السلطات المحلية لاحتواء النيران، مشيرة إلى أنها لا تملك سوى جزء ضئيل من القوة البشرية والمعدات اللازمة.
في عاصمة المنطقة ياكوتسك، أفادت تقارير واردة من المنطقة اشتعال أميال من الأرض الأسبوع الماضي، حيث بذلت السلطات جهودا كبيرة من خلال فرقها الصغيرة لاحتواء الحرائق الهائلة وإبعادها عن القرى الواقعة خارج المنطقة.
وأعلنت حالة الطواريء في ياقوتيا بسبب الحرائق التي قدرت السلطات المحلية أنها تغطي حوالي 1.5 مليون هكتار، حيث غطت الأدخنة الكثيفة مئات الأميال، بما فيها العاصمة إلى الدرجة التي حجبت فيها أشعة الشمس.
وشهدت سيبيريا صيفا حارا للغاية، وأصبحت حرائق الغابات جزءا من الحياة، في وقت تشهد فيه المنطقة منذ عام 2017 صيفًا جافًا بشكل غير عادي، وشهد العام الماضي درجات حرارة قياسية، سجلت فيه أعلى درجات حرارة على الإطلاق في القطب الشمالي.
حتى عام 2017، كان من الممكن أن تتوقع الجمهورية حريقًا أو حريقين رئيسيين سنويًا، بحسب ما قاله المشرف على الجهود المبذولة في حماية الغابات، بافيل أرزاكوف، مؤكدا حدوث ما بين 30 إلى 40 حريقًا كبيرًا.
وقدرت منظمة السلام الأخضر الروسية اشتعال الحرائق بنحو 62 ألف ميل مربع في أنحاء روسيا منذ بداية العام، وهي أكبر من حرائق الغابات في اليونان وتركيا وكندا والولايات المتحدة.
تقول خدمات الطوارئ الروسية إنها تكافح ما يقرب من 200 حريق في جميع أنحاء البلاد.
روسيا قد تتعرض هذا العام إلى أسوأ موسم حرائق منذ عام 2012، فقد حذرت منظمة السلام الأخضر من أن حريق كبير وحده في ياقوتيا يهدد بأن يصبح غير مسبوق من حيث الحجم، لا بل "من الممكن أن يكون أكبر حريق في تاريخ البشرية بأسره"، بحسب تعبيرها، منافسة بذلك العديد من الحرائق التاريخية الشهيرة في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
وتخوض فرق الإطفاء في ياقوتيا معركة غير متكافئة إلى حد كبير مع الحرائق، حيث أقامت فرق حماية الغابات الجوية معسكرات في التايغا، محاولة احتواء الحرائق، مستخدمين بذلك معدات قليلة وطائرات خاصة بمكافحة الحرائق نادرا ما تستخدم.
وأرسلت السلطات بعض التعزيزات من مناطق أخرى. في أحد المعسكرات، طار فريق على بعد حوالي 2000 ميل من خانتي مانسيسك، في غابة ياقوتيا لمدة شهر تقريبًا.
وتطوع مئات من السكان المحليين للمساعدة في جهود الاطفاء، وفي هذا السياق، أفاد مدرس من ياكوتسك، يدعى أفاناسي يفريموف، بأنه كان يقضي عطلات نهاية الأسبوع محاولا المساعدة، مؤكدا بأنه عاش 40 عامًا دون أن يشهد مثل هذه الحرائق.
ألقى رجال الإطفاء المحليون في ياقوتيا باللوم جزئيًا على حجم الحرائق على فشل السلطات في إطفاء الحرائق في وقت مبكر، نتيجةً قالوا إنها جزء من التخفيضات في خدمة إطفاء الغابات الفيدرالية.
وأثارت الحرائق قلق الجميع في المناطق الروسية، خصوصا بعد انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى، حيث أنتجت حرائق ياقوتيا بالفعل كمية قياسية من انبعاثات الكربون، وفقًا لوحدة مراقبة الأقمار الصناعية كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي.
يشار إلى إن انبعاثات 505 ميجا طن التي تم إطلاقها منذ يونيو ستكون أكثر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالكامل في بريطانيا لعام 2019 بأكمله.
المصدر: https://abcn.ws/3lZzWGM