دوّت أصوات انفجارات وانطلقت صفارات الانذار في القدس اليوم الإثنين، بعد وقت قصير من إعطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة مهلة لإسرائيل لسحب قواتها الأمنية من الحرم القدسي، حيث لم ترد تقارير تؤكد وقوع إصابات أو أضرار بعد. 

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، إن الهجوم الصاروخي جاء ردا على ما وصفه "بالجرائم والعدوان الإسرائيلي" في القدس. مضيفا بأن "هذه رسالة يجب على العدو أن يفهمها جيداً"، ومهددا بمزيد من الهجمات إذا اجتاحت القوات الاسرائيلية حرم المسجد الأقصى مرة أخرى، أو أخلت عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس. 

في وقت سابق، حدثت اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة أكثر من 305 فلسطينيا في القدس بجروح متباينة، من بينهم 228 توجهوا إلى المستشفيات والعيادات لتلقي العلاج، بحسب ما صرحت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي على فلسطينيين ردوا عليهم بالحجارة، في مواجهات بدأت منذ أيام احتجاجا على تهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. 

وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن تغيير مسار مسيرة تقليدية يحتفل فيها الإسرائيليون باحتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967، موضحة بأنها لن تتسامح مع العنف الجسدي أو اللفظي من جانب المشاركين، في وقت أعلنت فيه عن إصابة 21 من عناصرها خلال المواجهات، نقل ثلاثة منهم إلى المستشفيات، إضافة إلى سبعة مدنيين إسرائيليين، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس. 

وسقط أكثر من 12 عبوة غاز مسيل للدموع وقنابل صوتية في المسجد الأقصى، حسبما قال مصور أسوشيتد برس في مكان الحادث.

في الآونة الأخيرة، تصاعدت التوترات بسبب تهديدات بإخلاء عشرات الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث خاض المستوطنون الإسرائيليون معركة قانونية طويلة للاستيلاء على الممتلكات، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا أجلت اليوم الإثنين حكما كان يمكن أن يجبر عشرات الفلسطينيين على ترك منازلهم، متذرعة بـ "الظروف".

على مدى الأيام القليلة الماضية، أصيب مئات الفلسطينيين وعشرات من ضباط الشرطة في المواجهات في البلدة القديمة وحولها، بما في ذلك الحرم القدسي، في وقت تعرضت فيه إسرائيل لانتقادات دولية واسعة. 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة على لسان المتحدث الرسمي باسمه، عن قلقه إزاء استمرار العنف في القدس الشرقية المحتلة، وكذلك احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حيي الشيخ جراح وسلوان. وحث إسرائيل على وقف عمليات الهدم والإخلاء، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واحترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة. 

ودعا مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إسرائيل إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء، وأعرب عن مخاوف الولايات المتحدة الجدية بشأن العنف المستمر وعمليات الإخلاء المخطط لها. 

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ضرورة وقف إسرائيل لإجراءاتها غير الشرعية لتهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس. 

وقال ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن طرد العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية أمر غير قانوني ومثير للقلق، ومن الضروري عمل شيء للتهدئة. 

المصادر: رويترز، أسوشيتد برس، ووكالات أنباء عالمية، ومصادر في القدس.