أظهرت السلطات في مدينة ممفيس بولاية تينيسي مقطع فيديو صادر عن كاميرات مثبتة على الجسم وعلى عامود كهرباء بعض تفاصيل الهجوم الوحشي الذي تعرض له أمريكي يدعى تاير نيكولز (29 عاما)، من قبل خمسة من ضباط شرطة ممفيس في 7 يناير 2023.
الصور أظهرت نيكولز وهو يتعرض للصعق الكهربائي والرش برذاذ الفلفل واللكم والرفس بشكل متكرر والضرب بالهروات، بينما كان ينادي والدته في هذه الأثناء مستغيثا بها.
ضباط شرطة ممفيس الخمسة فقدوا وظيفتهم في أعقاب الحادث ووجهت ضدهم تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية وجرائم أخرى.
اللقطات المروعة الظاهرة في الفيديو أثارت أسئلة صعبة تتعلق باستمرار المواجهات المميتة مع سلطات إنفاذ القانون حتى بعد الدعوات المتكررة للتغيير، خصوصا تلك التي تصاعدت بعد حادث مقتل جورج فلويد الذي أعقبه مظاهرات واحتجاجات واسعة في الولايات المتحدة قبل نحو عامين.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، إن ضرب تاير نيكولز الوحشي غير المبرر ووفاته في نهاية المطاف على يد خمسة من ضباط شرطة ممفيس هو مجرد تذكير مؤلم آخر للمسافة التي ما يزال يتعين على أمريكا أن تقطعها في عملية مراقبة شوارعنا.
وشهدت مدن عديدة في الولايات المتحدة اندلاع مظاهرات بما في ذلك ممفيس، حيث قام العشرات من المتظاهرين بإغلاق جسر الطريق السريع 55 الذي ينقل حركة المرور فوق نهر المسيسيبي باتجاه أركنساس، تبعها مظاهرات في كل من العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك ولوس أنجلوس وغيرها من المدن الأمريكية.
السلطات لم تصدر بعد تقرير تشريح الجثة، لكنها قالت إنه لا يوجد ما يبدو مبررًا لتوقيف حركة المرور، وأنه لم يتم العثور على أي ملاحظة في السيارة.
الفيديو أثار تساؤلات حول دور الضباط الآخرين الموجودين في مكان الحادث ومدى تورطهم المحتمل، بالإضافة إلى الخمسة المتهمين. تُظهر اللقطات عددًا من الضباط الآخرين يقفون بعد الضرب.
ووصفت مديرة شرطة ممفيس، سيريلين "سي جيه" ديفيس تصرفات الضباط الخمسة بأنها "شائنة ومتهورة وغير إنسانية".
وقال عالم الجريمة بجامعة ساوث كارولينا الذي يدرس استخدام القوة، جيفري ألبرت، أنه يتم تدريب الشرطة على فهم أن الناس قد يفرون لمجرد أنهم خائفون.
وقالت والدة نيكولز يوم الخميس للمتظاهرين من أجل ابنها: "لا أريد أن نحرق مدينتنا، ونخرب شوارعها، لأن هذا ليس ما دافع عنه ابني"، مضيفة "إذا كنتم هنا من أجلي ومن أجل ابني عليكم أن تحتجون بشكل سلمي."
في حديثه في البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إنه "قلق للغاية" بشأن احتمالات العنف، داعيا لأن تظل الاحتجاجات سلمية.
وقال بايدن إنه تحدث مع والدة نيكولز في وقت سابق من اليوم وأخبرها أنه سوف "يرفع قضية" إلى الكونجرس لتمرير قانون جورج فلويد للعدالة "للسيطرة على هذا"، وهو تشريع تم تجميده يهدف إلى معالجة سوء سلوك الشرطة واستخدامها للقوة المفرطة وتعزيز جهود المساءلة الفيدرالية والولائية.
وأظهرت سجلات المحكمة أن الضباط الخمسة السابقين قد تم احتجازهم بالفعل.
ويواجه كل من الضباط اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية، والاعتداء الجسيم، والاختطاف المشدد، وسوء السلوك الرسمي، والقمع الرسمي. وكان أربعة من الضباط الخمسة قد قدموا تعهدًا وتم الإفراج عنهم بحلول صباح الجمعة، وفقًا لسجلات المحكمة والسجن.
وبموجب قانون ولاية تينيسي، يعاقب على القتل من الدرجة الثانية بالسجن لمدة تتراوح بين 15 و 60 عامًا.
وقال قائد شرطة مقاطعة شيلبي، فلويد بونر، في بيان في وقت متأخر من يوم الجمعة، إن ضابطين ظهروا في مكان الحادث بعد الضرب قد أعفوا من الخدمة في انتظار نتيجة تحقيق داخلي.
