خلال السنوات التي عُرفت باسم وعاء الغبار في الولايات المتحدة، تلقن العلماء الأميركيون دروسًا ما زالت مفيدة في تحسين الممارسات الزراعية حتى الآن. هذه صورة التقطت في العام 1935 لعاصفة ترابية وهي تضرب مزرعة في أوكلاهوما. (© AP Images)

علماء أميركيون يعملون من أجل حل مشكلة التصحّر

يعكف علماء أميركيون على تطوير تقنيات وأساليب جديدة لتخفيض نسبة التصحّر، وفي بعض الأحيان من أجل إعادة إحياء بعض الأراضي وإعادتها إلى حالة الخصوبة التي كانت عليها.

من الأمثلة التقليدية على التصحّر ما حدث خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة، وما أصبح يُعرف باسم إناء الغبار (Dust Bowl) أو الثلاثينات القذرة، حيث سادت المناطق الوسطى من الولايات المتحدة فترة جفاف حاد امتدت من 1930 إلى 1936 وفي بعض المناطق إلى 1940. أدى الجفاف الحاد وعدم استعمال الدورة الزراعية والممارسات الزراعية السيئة إلى تدهور الغطاء النباتي وبنية التربة، ما ساعد على انتشار عواصف الغبار وامتد تأثير هذه الكارثة من تكساس جنوبًا إلى كندا شمالًا، وتسبب في معاناة شديدة وخسائر اقتصادية مهولة.

لكن خلال سنوات وعاء الغبار هذه تلقن العلماء دروسًا قيّمة ما زالت تؤثر على الممارسات الزراعية في الولايات المتحدة حتى الآن.

وفي الوقت الراهن يواجه العلماء الأميركيون المشكلة المستمرة لتدهور الأراضي الزراعية بحيث تصبح قاحلة وغير صالحة للإنتاج الزراعي بسبب الجفاف، والممارسات الزراعية السيئة، واقتلاع الغابات، أو غيرها من الممارسات البشرية. وطبقًا لما تقوله الأمم المتحدة فإن حوالى 2 بليون هكتار من الأراضي التي كانت في السابق أراض منتجة، قد تدهورت حالتها. وبحلول العام 2045، قد يضطر حوالى 135 مليون شخص من سكان العالم إلى النزوح من أراضيهم بسبب التصحّر.

يقول عالم التربة جيف هيريك، الذي يعمل بهيئة الأبحاث الزراعية الأميركية، وهو المندوب العلمي للولايات المتحدة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) “حينما يحدث التصحر، يصبح الناس جياعًا ويتركون أراضيهم ويصبح لزامًا عليهم أن يجدوا مناطق أخرى يستطيعون كسب العيش فيها. إننا نبذل قصارى جهدنا لكي نساعد الناس على البقاء في أراضيهم بأن نقدم لهم المعلومات التي يحتاجون إليها لإدارتها بشكل أفضل.”

Women and men looking at soil samples (© Bogale Terefe Abebe/LandPKS)

الصورة: في أثيوبيا، متدربون يمسكون بهواتفهم المحمولة لتحليل التربة باستخدام تطبيق (LandPKS). (© Bogale Terefe Abebe/LandPKS)

من جانبها قالت نيكول بارغر، أستاذ علوم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة كولورادو بولدر، والرئيس المشارك للجنة الربط بين العلوم والسياسات التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، "إننا لا نضع دائمًا سلامة وصحة أرضنا نصب أعيننا، إن ما وصلنا إليه الآن يتطلب توجيه أسئلة صعبة. ما الذي يمكن أن نفعله كمجتمع لكي نساعد وندعم بقية العالم على معالجة هذا الموضوع."

بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تمكن هيريك وزملاؤه من تطوير تطبيق تكنولوجي يمكن استخدامه مجانًا على الهاتف المحمول اسمه المختصر هو (LandPKS) أو شبكة المعلومات الخاصة باحتمالات استخدام الأراضي. هذا التطبيق يساعد الأفراد على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت أراضيهم صالحة للزراعة أم لا. وقال هيريك إن “أي شخص في أي مكان من العالم يمكنه تنزيل هذا التطبيق واستخدامه ليتعرف على احتمالات الاستدامة بالنسبة لأرضه. إنه يخبرك بنوعية التربة السائدة في منطقتك ثم يساعدك على تحديد نوعية التربة التي تريدها.”

Cattle grazing on land in front of rock formation (© Stuart Ruckman/The Nature Conservancy)

الصورة: قطيع من البقر يرعى فوق أرض عشبية حيث يعمل الباحثون على إعادة إحيائها. (© Stuart Ruckman/The Nature Conservancy)

الأبحاث التي تجريها بارغر في جامعة كولورادو تتناول الأفكار العلمية حول إعادة إحياء البيئة. وتقدم هي وزملاؤها البيانات والمعلومات التي يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أفضل من أجل حماية الأراضي من التدهور. على سبيل المثال، في مشروع بجنوب يوتا، اكتشف فريق بارغر أن محاولة السيطرة على حرائق الغابات بقطع الأشجار وحرقها يضر بالتربة التي تكون تحتها. لكن إذا تم فرم أخشاب الأشجار المقطوعة وتحويلها إلى رقائق خشبية ثم فرش رقائق الخشب على التربة، فإن نسبة الرطوبة في التربة تزداد ووقتها يمكن للنبات أن ينمو، وبالتالي يقل تآكل التربة.

من المقرر أن تحيي الأمم المتحدة، في 17 حزيران/يونيو، يوم مكافحة التصحر والجفاف، الذي يهدف لزيادة التوعية بالتصحر (بدأ الاحتفال بإحياء هذا اليوم في العام 1994 بناء على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة).

تقول بارغر إن الأفراد يمكنهم المساعدة. وتوضح ذلك بقولها: "إن الضغوط على الأرض تكون موجهة إلى حد كبير بمقدار ما نستهلكه. ولذلك فعلى المستوى الفردي، إن كنت تريد حقًا تخفيف الضغط على الأرض، فعليك أن تقلل كمية ما تستهلكه من منتجات. وأهم ما في الموضوع هو ألا تدع الأرض تتدهور إلى النقطة التي يكون لزامًا علينا عندها أن نتدخل."

هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة ليندا وانغ، نشرته شير أمريكا

نشرت النسخة الأصلية لهذا المقال بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2020.

مقالات ذات صلة

الجواز الأمريكي في المرتبة الثامنة و 27 دولة لديها جوازات سفر أقوى

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

أمريكا تشهد أسوأ انخفاض في متوسط العمر المتوقع منذ مائة عام

الصورة

اعتراف رئاسي تاريخي بالأمريكيين العرب واعتذار عن التحيز ضدهم

الصورة
خارطة الولايات المتحدة الأمريكية

ما هي الولايات الأكثر شعبية للانتقال إليها في عام 2022 ؟

الصورة
أمريكا - تأشيرة الزيارة

ما تحتاج لمعرفته حول مقابلات تأشيرة الزيارة إلى أمريكا

الصورة

نصف الهجمات الجماعية في أمريكا كانت بدافع الخلافات

الصورة

أكل سمكة من بحيرات أو أنهار أمريكا كشرب مياه ملوثة لمدة شهر