عاد الهدوء إلى المنطقة الحدودية بين المغرب واسبانيا في مدينة سبتة، صباح أمس الخميس، بعد تدفق أعداد كبيرة من المواطنين المغاربة الراغبين في الهجرة باتجاه الجانب الإسباني، ما تسبب في اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الأمن الإسبانية.
و بدأت الأزمة عندما قدمت الحكومة الإسبانية العلاج الطبي لإبراهيم غالي، وهو أحد قادة "البوليساريو" الذي تعتبره المغرب إرهابيا، ما أدى إلى حالة من الفوضى في سبتة، بسبب تخفيف الجانب المغربي من القيود والمراقبة على الحدود.
وفي تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "السبب الحقيقي للأزمة يتمثل أساسا في استقبال مدريد لزعيم البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة".
ادنفاع عدد كبير من الشباب باتجاه إسبانيا تسبب في غرق شابين اثنين، وعبور نحو 8 آلاف شخص إلى مدينة سبتة، وهي جيب في شمال إفريقيا يفصلها البحر الأبيض المتوسط عن باقي إسبانيا.
لكن السلطات الإسبانية أعادت 6 آلاف شخص من الذين عبروا الحدود عبر الشاطئ وعبر البحر، إلى الفنيدق بحسب التصريحات الإسبانية الرسمية، وهو الأمر الذي زاد من الضغوط على المدينة المغربية المتأثرة أصلا بانتشار فيروس كورونا في ظل مواردها المحدودة.
مدينة الفنيدق تعتمد بشكل كبير على التجارة مع سبتة قبل الوباء، لكن إغلاق المغرب المشدد للحدود منذ مارس 2020 حرم السكان من مصادر الدخل الأساسية والوصول إلى إسبانيا، ما تسبب في وقت سابق من هذا العالم إلى اندلاع احتجاجات من قبل السكان، مطالبين بمساعدة الحكومة أو فتح حدود.
وقالت وزيرة دفاع إسبانيا، مارغريتا روبلس، إن المغرب يبتز إسبانيا بسياسته الحالية بالسماح لآلاف المهاجرين بعبور سبته.
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن السلطات المغربية "استعملت طالبي اللجوء للضغط على إسبانيا لأغراض سياسية".
وبينما ركزت الحكومة المغربية على الصحراء الغربية في تصريحاتها هذا الأسبوع، فإنها لم تتصد للفقر واليأس اللذين يدفعان الكثيرين إلى مغادرة البلاد.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان ونواب المعارضة الحكومة المغربية باستخدام المهاجرين كبيادق بدلاً من حل مشاكلهم. وحث حزب الاستقلال المعارض على "بديل اقتصادي يضمن للسكان حقهم الدستوري في ضرورات العيش الكريم".
وعلى الرغم من مشاهد الغاز المسيل للدموع والقوات على الحدود بين إسبانيا والمغرب هذا الأسبوع، إلا أن حلم الهجرة إلى أوروبا ما يزال حاضرا عند الكثير من المغاربة.
* الصور نقلا عن رويترز