شنت روسيا هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا من ثلاث جهات أمس الخميس، أدى إلى وقوع انفجارات في العاصمة كييف ومدن أخرى، فيما تكدس المدنيون في القطارات والسيارات أثناء فرارهم.
وقالت الحكومة الأوكرانية إن الدبابات والقوات الروسية توغلت عبر الحدود في "حرب واسعة النطاق" يمكن أن تعيد صياغة النظام الجيوسياسي في المنطقة وتعكس تداعياتها في جميع أنحاء العالم.
وقالت القيادة الأوكرانية إن 40 شخصًا على الأقل قتلوا في هجوم شامل استهدف البلاد من الشرق والشمال والجنوب، وهو أشد أعمال موسكو العسكرية منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان في عام 1979، وأكبر هجوم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى ترسانة بلاده النووية، وهدد في الخطاب المتلفز الذي أعلن من خلاله عن بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا أي دولة أجنبية تحاول التدخل في "عواقب لم ترها من قبل".
رئيس حلف الناتو قال إن "العمل الحربي الوحشي" حطم السلام في أوروبا.
وارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف من ارتفاع فواتير التدفئة وأسعار المواد الغذائية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن في وقت سابق الأحكام العرفية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو، وقال في تغريدة له على تويتر: "شرعت روسيا في طريق الشر، لكن أوكرانيا تدافع عن نفسها ولن تتخلى عن حريتها".
وقال مستشاره ميخايلو بودولاك: "بدأت حرب واسعة النطاق في أوروبا"، مضيفا بأن "روسيا لا تهاجم أوكرانيا فحسب، بل تهاجم قواعد الحياة الطبيعية في العالم الحديث".
وأكد مراسلو وكالة أسوشيتد برس، وصحفيون آخرون، وقوع انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف، وفي ماريوبول على بحر آزوف، وخاركيف في الشرق، كما أكدت وكالة أسوشيتد برس مقطع فيديو يظهر مركبات عسكرية روسية تعبر إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في الشمال من بيلاروسيا ومن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في الجنوب.
بعد أسابيع من إنكار وجود خطط لغزو أوكرانيا، برر بوتين الغزو في خطاب متلفز، مؤكدًا أنه كان ضروريًا لحماية المدنيين في شرق أوكرانيا، ومتهما الولايات المتحدة وحلفائها بتجاهل مطالب روسيا بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي واعطاء روسيا الضمانات الأمنية.
جاءت الهجمات أولاً من الجو. وصفت السلطات الأوكرانية في وقت لاحق غزوات برية في مناطق متعددة، ونشر حرس الحدود لقطات كاميرا أمنية الخميس تظهر مجموعة من المركبات العسكرية الروسية تعبر إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وزعم الجيش الروسي أنه قضى على الدفاعات الجوية الأوكرانية بالكامل في غضون ساعات، وأعلنت السلطات الأوروبية أن المجال الجوي للبلاد منطقة نزاع نشطة.
هذا ولم يتسن التحقق من مزاعم روسيا على الفور، ولا المزاعم الأوكرانية باسقاط طائرات روسية، حيث يعود تاريخ نظام الدفاع الجوي والقوات الجوية الأوكرانية إلى الحقبة السوفيتية.
بدوره، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات على روسيا بسبب "الهجوم غير المبرر"، وقال إنه سيتحدث مع الأمريكيين اليوم بعد اجتماع لزعماء مجموعة السبع.
في العاصمة الأوكرانية كييف، نصح عمدة المدينة فيتالي كليتشكو السكان بالبقاء في المنزل، وحثهم على تجهيز حقائب سفر تحتوي على الضروريات والوثائق إذا احتاجوا إلى الإخلاء.
وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون جيراشينكو، على فيسبوك، إن الجيش الروسي شن ضربات صاروخية على منشآت القيادة العسكرية الأوكرانية والقواعد الجوية والمستودعات العسكرية في كييف وخاركيف ودنيبرو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها لا تستهدف المدن، لكنها تستخدم أسلحة دقيقة وأنه "لا يوجد تهديد للسكان المدنيين".
وتراجعت أسواق الأسهم العالمية، فيما ارتفعت أسعار النفط بنحو 8 دولارات للبرميل، كما تراجعت مؤشرات الأسواق في أوروبا وآسيا، وأشارت الأسهم الأمريكية إلى افتتاح منخفض بشكل حاد.
خام برنت قفز إلى أكثر من 100 دولار للبرميل يوم الخميس وسط قلق بشأن تعطل محتمل للإمدادات الروسية، فيما بدأ الروبل الروسي بالانهيار.
نقلا عن اسوشيتد برس - وكالات