ظهرت لوحة فنية بعنوان "زغاريد" للفنانة الفلسطينية نمير قاسم بصحيفة "The New York Times" الأمريكية، بعد عرضها في افتتاح متحف فلسطين - أمريكا الذي يهدف إلى الاحتفال بالإنجازات الثقافية والفنية الفلسطينية، وإخبار القصة الفلسطينية للعالم، من خلال الأعمال الفنية والأفلام والأدب ووسائل الإعلام.
حضور لوحة لفنانة شابة من مواليد القدس عام 1984 في افتتاح هذا المتحف، وانتقالها فيما بعد إلى بيت إحدى العائلات الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة، يؤكد على دور الفن والتراث في تكريس هوية الشعوب دون استعمال الكثير من الكلمات، والاستعانة بدلا من ذلك بالخطوط والألوان .. والإحساس أيضا، كرسالة إعلامية بالغة التعبير.
من هي الفنانة الفلسطينية نمير قاسم ؟
نمير قاسم هي معلمة فنون ومدربة ورش فنية للأطفال، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة القدس عام 2007، عرضت أعمالها في معارض فنية في كل من الأردن والولايات المتحدة والتشيك وقطر وفلسطين، ومؤخرا في إيطاليا عبر مشاركتها في معرض Venice Biennale الذي يُعد واحد من أهم الأحداث الفنية في العالم.
تسعى نمير قاسم من خلال لوحاتها إلى تقديم الفن الفلسطيني في إيقاع عصري مختلف، يُعبّر عن حياة الفلسطينين التي عاشوها وما زالوا يعيشونها، بكل ما فيها من تفاصيل فنية وتاريخ وإرث حضاري وتقنيات تمزج من خلالها الأصالة بالمعاصرة، حيث تعبر الألوان الزاهية فيها عن الأمل والجمال، إضافة إلى خطوطها الأنيقة التي تعرض فيها تفاصيل الإنسان وقضاياه الوجودية، لتخرج لوحاتها مليئة بالإيقاعات الجميلة والصياغة البصرية المتدفقة.
ثيمة الرقص في لوحات نمير قاسم
وعن سر اهتمامها وشغفها بالرقص الشعبي الفلسطيني الذي تظهره لوحاتها، تقول نمير قاسم: "منذ طفولتي، وأنا أعشق فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، وظل يلازمني طموح ان أكون عضوة في هذه الفرقة. لكن أسباب عدم انضمامي لفرقة الفنون لم تقف حائلة بيني وبين ممارسة مهارتي الفنية للتعبير عن شغفي وحبي للرقص الفلسطيني كتعبير عن الهوية والوجود. وقناعتي بقيمة الدور الذي تقوم به الفرقة، فاخترت الرسم وسيلة تعبيرية، وقررت استلهام اعمال الفرقة عبر ما لديها من صور، لاقوم من خلالها بتصوير راقصي فرقة الفنون بطريقة فنية عصرية بألوان متوهجة مشعة ودافئة، مليئة بالفرح والحب والتحدي."
تضيف نمير، "طالما كانت فرقة الفنون تستفزني بالكثير من الامور التي تثير رغبتي في الرسم، من ناحية الزي التراثي المبتكر وألوانه المتوهجة، الخلفيات التي تكون وراء الراقصين على المسرح، وما تضيفها الى الرقصة من جمال وقوة، الاغاني التراثية، واعادة توزيعها بطريقة عصرية وإيقاعات قوية، والراقصين الذين هم روح الفرقة، ملامحهم ترقص، نظراتهم، ألقهم، تحليقهم، ابتساماتهم، أصواتهم، وترابطهم أثناء الرقصات كجسد واحد متنوع، ببساطة هم لوحة فنية بديعة، وانا لست سوى وسيط بينهم وبين المساحة البيضاء والألوان."
يشار إلى أن لوحة "زغاريد" كانت واحدة من مجموعة معرض "رقص" الذي أقامته عام 2017، والذي كان بمثابة هدية إلى فرقة الفنون الشعبية، وإلى الجمهور الذي عشق هذه الفرقة، وتأثر بأعمالها الفنية، وبدورها الواسع النطاق في الوطن والخارج.
فلسطين حين تكون لوحة فنية حاضرة في الإعلام الأمريكي !
أعمال الفنانة نمير قاسم المتميزة التي ركزت على إبراز التراث الفلسطيني وتسجيل تفاصيله بأسلوب فني عصري وعميق تكاد تكون بمثابة سفراء للقصة الفلسطينية في الخارج، حيث يبرز الفن كرسالة إنسانية خالدة يمكن استيعابها وفهمها من خلال التأمل والتفكير والإحساس، وبذلك تكون قد نجحت الفنانة بالتعاون مع متحف فلسطين في جعل التراث الفلسطيني لوحة فنية حاضرة في الإعلام الأمريكي.
