زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقررة إلى مدينة كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو يوم الثلاثاء المقبل الموافق 23 مارس ذات دلالات سياسية مهمة، خصوصا عند النظر إلى تاريخ الولاية المتعلق بالانتخابات الرئاسية.
أوهايو شاركت في كل انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ أن أصبحت ولاية في عام 1803، وهي من الولايات التي تأرجحت في التصويت للحزبين خلال آخر عشرة انتخابات رئاسية. منذ عام 1944، اختار أهالي أوهايو المرشح الخاسر مرتين فقط، حين صوتوا للجمهوري ريتشارد نيكسون المنافس للديمقراطي جون ف. كينيدي في عام 1960، وحين صوتوا للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات 2020.
أوهايو التي "تحتوي على القليل من كل شيء أمريكي"صوتت أيضا لصالح المرشح الرئاسي الفائز في كل الانتخابات منذ عام 1964، وفي 33 من 38 انتخابات رئاسية منذ الحرب الأهلية،
منذ ظهور نظام الحزبين، لم يفز أي جمهوري برئاسة أمريكا دون الفوز بولاية أوهايو، وفاز ثلاثة من الديمقراطيين بالرئاسة الأمريكية دون الفوز بولاية أوهايو، وهم: جروفر كليفلاند في السنوات 1884/1892 وجون ف. كينيدي في عام 1960، والرئيس الحالي جو بايدن الذي فاز بالانتخابات الأخيرة 2020.
في الانتخابات الأخيرة، صوتت الولاية لصالح الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي حصل منها على 18 صوتا انتخابيا يمثلون الولاية في المجمع الانتخابي، حيث كسرت المألوف في اختيار المرشح الخاسر للمرة الثانية منذ عام 1944.
ولاية أوهايو يحكمها مايك دواين، وهو من الجمهوريين الذين يمثلون صوت الاعتدال داخل الحزب، وربما يكون من أوائل الجمهوريين الذين اعترفوا بفوز الرئيس بايدن في الوقت الذي كان فيه ترامب وعدد كبير من زعماء ونشطاء الحزب الجمهوري يشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية.
دواين برز أيضا خلال أزمة فيروس كورونا كحاكم قوي وقائد لجهود الولايات في التصدي للوباء، خصوصا خلال الفترة التي كان فيه ترامب يحاول انكار وجود الفيروس، رافضا اتخاذ قرارات حاسمة للحد من انتشاره.
زيارة بايدن إلى كولومبوس التي أعلنت بعد وقت قصير من رفع المدعي العام في أوهايو دعوى قضائية ضد عنصر رئيسي في خطة الإنقاذ الأمريكية البالغة قيمتها 1.9 تريليون دولار، ستكون ضمن جولة "Help is Here"، ومحطة ثالثة بعد بنسلفانيا، وجورجيا التي سيزورها مع نائبته هاريس يوم الجمعة للترويج لقانون الإغاثة، حيث تأمل الإدارة الأمريكية من خلالها مناقشة كيفية مساعدة حزمة الإغاثة في خفض تكاليف الرعاية الصحية.
بموجب الخطة، ستبلغ حصة أوهايو من الخطة أكثر من 11 مليار دولار، لكن الحاكم دواين صرح في وقت سابق بأن الولاية كان يجب أن تتلقى 834 مليون دولار إضافية، إذا كان التمويل يعتمد على عدد السكان.
الرئيس الأمريكي بايدن كان قد وعد قبل وبعد توليه منصب الرئاسة بأن يكون لكل الأمريكيين، بصرف النظر عن الاعتبارات السياسية والخلافات الحزبية، في وقت يتطلع فيه الديمقراطيون لاستثمار نجاح هذه الزيارة من أجل دعم طموحاتهم في الاحتفاظ بأغلبية مجلس الشيوخ في انتخابات عام 2022، وسيسعون من خلالها إلى تعزيز فرصهم في الانتخابات.
كما أن زيارة بايدن تأتي في ذكرى إقرار قانون الرعاية الصحية المعروف بـ "أوباما كير" الذي تمت المصادقة عليه في 23 مارس 2010، عندما كان بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما.
لهذه الأسباب، تكتسب زيارة بايدن إلى أوهايو أهمية خاصة، حيث ينظر إليها كواحدة من الخطوات التي ستؤسس لمرحلة جديدة ومختلفة في العلاقات السياسية الداخلية بين الحزبين، كما أنها ستؤكد على وعود بايدن التي أطلقها في أكثر من مناسبة منذ توليه إدارة البيت الأبيض بأن يكون لكل الأمريكيين، إضافة إلى أهميتها في وضع الرعاية الصحية على سلم أولويات برامج البلاد وهي تمضي قدما نحو التعافي من الجائحة.
