ما هو فيروس (NiV)؟ 

 هو فيروس مصدره الخفافيش، يمكن أن يسبب المرض للخنازير والبشر، وترتبط العدوى به بالتهاب الدماغ، ويمكن أن يسبب مرضا خفيفا إلى شديدًا، وقد يتسبب بالموت، ويتفشى هذا الفيروس سنويًا تقريبًا في أجزاء من آسيا، ولا سيما في بنغلاديش والهند.

نسبة الوفيات بالفيروس تراوحت من 40 - 70٪ بين الذين أصيبوا في حالات تفشي موثقة حدثت بين عامي 1998 و 2018.

كيف يمكن منع الإصابة بفيروس NiV؟

يمكن منع الإصابة بهذا الفيروس من خلال تجنب التعرض للخنازير والخفافيش المريضة في المناطق التي يوجد بها، وعدم شرب عصارة نخيل التمر الخام التي يمكن أن تكون ملوثة بخفاش مصاب.

متى أكتشف فيروس (NiV) ؟

تم اكتشاف فيروس (NiV) لأول مرة في عام 1999 بعد تفشي المرض في الخنازير والأشخاص في ماليزيا وسنغافورة. نتج عن الوباء آنذاك ما يقرب من 300 إصابة وأكثر من 100 حالة وفاة، وتسبب في تأثير اقتصادي كبير حيث قتل أكثر من مليون خنزير للمساعدة في السيطرة على تفشي المرض.

على الرغم من عدم وجود حالات تفشي أخرى معروفة لـ NiV في ماليزيا وسنغافورة منذ عام 1999، فقد تم تسجيل حالات تفشي المرض سنويًا تقريبًا في بعض أجزاء آسيا منذ ذلك الحين، خصوصا في بنغلاديش والهند. وثبت بأن الفيروس ينتشر من شخص لآخر، مما يثير مخاوف بشأن احتمال أن يتسبب NiV في وباء عالمي.

يمكن أن يصاب الناس بالعدوى إذا كانوا على اتصال وثيق مع حيوان مصاب أو سوائل جسمه (مثل اللعاب أو البول)، وبمجرد أن ينتشر إلى الناس، يمكن أن ينتشر من شخص لآخر، في حالة الاتصال المباشر بالرذاذ الخارج من الأنف أو الجهاز التنفسي أو البول أو الدم.

كيف حدث انتشار فيروس NiV الأول؟

سلالة NiV التي تم تحديدها انتقلت في البداية من الخفافيش إلى الخنازير، ثم انتقلت لاحقا بين مجموعات الخنازير، إلى أن أصيب أشخاص كانوا يعملون بشكل مباشر مع الخنازير المصابة بالمرض.

ومع ذلك، تم الإبلاغ عن انتشار هذا الفيروس من شخص لآخر بانتظام في بنغلاديش والهند. هذا هو الأكثر شيوعًا، كما يحدث انتقال للعدوى أيضًا من خلال التعرض للمنتجات الغذائية الملوثة بالحيوانات المصابة، بما في ذلك استهلاك عصارة نخيل التمر الخام أو الفاكهة الملوثة باللعاب أو البول من الخفافيش المصابة. تم الإبلاغ عن بعض حالات الإصابة بالعدوى بين الأشخاص الذين يتسلقون الأشجار حيث غالبًا ما تعيش الخفافيش.

يمكن أن تسبب الإصابة بفيروس (NiV) أعراضا خفيفة أو شديدة، لكن قد يصاب الشخص بتورم الدماغ (التهاب الدماغ)، وقد يتسبب الفيروس بالموت.

تظهر الأعراض عادة في غضون 4-14 يومًا بعد التعرض للفيروس، يظهر المرض في البداية على شكل حمى وصداع، وغالبًا ما يتضمن أعراض متعلقة بمرض الجهاز التنفسي، مثل السعال والتهاب الحلق وصعوبة التنفس.

قد يتبع ذلك مرحلة من تورم الدماغ (التهاب الدماغ)، حيث يمكن أن تشمل الأعراض النعاس والارتباك العقلي، والتي يمكن أن تتطور بسرعة إلى غيبوبة في غضون 24-48 ساعة.

قد تشمل الأعراض في البداية واحدًا أو أكثر مما يلي:

• حمى
• صداع 
• سعال
• التهاب الحلق
• صعوبة في التنفس
• التقيؤ

قد يتبع ذلك أعراض شديدة، مثل:

• الارتباك أو النعاس أو التشويش
• النوبات
• غيبوبة
• تورم الدماغ (التهاب الدماغ)
• قد تحدث الوفاة في 40-75٪ من الحالات 

كما لوحظت آثار جانبية طويلة المدى على الناجين من عدوى فيروس NiV، بما في ذلك التشنجات المستمرة وتغيرات في الشخصية.

تم الإبلاغ أيضًا عن حالات العدوى التي تؤدي إلى ظهور الأعراض والموت في بعض الأحيان بعد التعرض (المعروفة باسم العدوى الكامنة) بعد أشهر وحتى سنوات من التعرض.

تشخيص الإصابة بفيروس NiV

تتوفر اختبارات مختلفة لتشخيص عدوى NiV خلال المراحل المبكرة من المرض، يمكن إجراء الاختبارات المعملية باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل في الوقت الحقيقي (RT-PCR) من الحلق ومسحات الأنف والسائل النخاعي والبول والدم.

في وقت لاحق من مسار المرض وبعد الشفاء، يتم إجراء اختبار الأجسام المضادة باستخدام مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) .

قد يكون التشخيص المبكر لعدوى NiV أمرًا صعبًا بسبب الأعراض المبكرة غير المحددة للمرض. ومع ذلك، فإن الاكتشاف والتشخيص المبكرين ضروريان لزيادة فرص البقاء على قيد الحياة بين الأفراد المصابين، ومنع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، وإدارة جهود الاستجابة للفاشية.

يجب مراعاة الأشخاص الذين يعانون من أعراض تتوافق مع عدوى NiV والذين كانوا في المناطق التي يكون فيها أكثر شيوعًا، مثل بنغلاديش أو الهند - خاصةً إذا كان لديهم تعرض معروف.

علاج المرضى المصابين بفيروس NiV

لا توجد حاليًا علاجات مرخصة متاحة لعدوى فيروس (NiV)، يقتصر العلاج على دعم المريض وتوفير الراحة له والترطيب وعلاج الأعراض عند حدوثها.

ومع ذلك، هناك علاجات مناعية (علاجات بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة) قيد التطوير والتقييم حاليًا لعلاج عدوى NiV.

أحد هذه الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، m102.4، أكمل المرحلة الأولى من التجارب السريرية وتم استخدامه على أساس الاستخدام الرحيم.

بالإضافة إلى ذلك، كان العلاج المضاد للفيروسات remdesivir فعالاً في "التجارب غير البشرية" عند إعطائه كوسيلة وقائية بعد التعرض، وقد يكون مكملاً للعلاجات المناعية.

تم استخدام عقار ريبافيرين لعلاج عدد قليل من المرضى في بداية اندلاع NiV في ماليزيا، لكن فعاليته في الأشخاص غير واضحة.

الوقاية من الإصابة بفيروس NiV

في المناطق التي تفشى فيها فيروس NiV في بنغلاديش وماليزيا والهند وسنغافورة، يجب على الناس:

• غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون
• تجنب ملامسة الخفافيش أو الخنازير المريضة
• تجنب المناطق التي من المعروف أنها تجثم فيها الخفافيش
• تجنب تناول عصارة النخيل الخام
• تجنب تناول الفاكهة التي قد تكون ملوثة بالخفافيش
• تجنب ملامسة الدم أو سوائل الجسم لأي شخص معروف أنه مصاب بالمرض

قد تكون المواقع الجغرافية الأخرى معرضة لخطر تفشي المرض في المستقبل، مثل المناطق التي تعيش فيها خفافيش Pteropus (الثعالب الطائرة)، توجد هذه الخفافيش حاليًا في كمبوديا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.

يجب على الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق أو يزورونها التفكير في اتخاذ نفس الاحتياطات مثل أولئك الذين يعيشون في المناطق التي حدث فيها تفشي بالفعل.

بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى، سيكون من الضروري للعلماء والباحثين والمجتمعات المعرضة للخطر مواصلة التعلم عن هذا الفيروس لمنع تفشي المرض في المستقبل.

 

المصدر باللغة الانجليزية: http://bit.ly/2MJQvqY