نظم نشطاء من الجاليات الأمريكية العربية والفلسطينية في أوهايو مؤتمرا صحفيا لإحاطة وسائل الإعلام بالأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، شارك فيها كل من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR-Ohio) فرع أوهايو، صندوق إغاثة أطفال فلسطين (PCRF)، والجيل الجديد من أجل فلسطين (NGP)، إضافة إلى عدد من الأمريكيين الفلسطينيين المقيمين في أوهايو، ممن تأثرت عائلاتهم بالأزمة في غزة.
وطالبت المؤسسات التي حضرت المؤتمر الصحفي، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية على غزة، مشيرين إلى أن بايدن لديه قوة سياسية وأخلاقية تمكنه من الالتزام بتصريحاته السابقة حول حقوق الإنسان ووقف إراقة دماء المدنيين.
وأكد متحدثون على الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، مشيرين إلى استخدام الحكومة الإسرائيلية لأموال دافعي الضرائب الأمريكيين والطائرات الأمريكية الصنع لتنفيذ الغارات الجوية، ما يؤثر على المقيمين في ولاية أوهايو الذين يدفعون الضرائب إلى الحكومة الأمريكية.
واعتبرت مجموعة من المؤسسات المدنية، أن الولايات المتحدة مشاركة في العنف من خلال منحها 3.8 مليار دولار لإسرائيل كجزء من تمويل عسكري سنوي غير مشروط حتى عام 2028، مشيرين إلى أن إدارة بايدن وافقت لها على صفقة أسلحة بقيمة 735 مليون دولار، تشمل نفس نوع الأسلحة التي تستخدمها حاليًا في الهجوم على غزة.
وأضافوا في بيان صحفي مشترك، أن ضرائب المواطنين الأمريكيين والمساعدة العسكرية الأمريكية تذهب لدفع فاتورة العنف الممارس ضد المدنيين الفلسطينيين، داعين إلى رفع الحصار المستمر عن غزة، حيث يعيش الناس هناك في سجن مفتوح لا يدخله ولا يخرج منه أي أحد أو شيء إلا بموافقة إسرائيل.
كما دعوا الولايات المتحدة إلى المساعدة في إعادة إعمار غزة، ووضع حد لتهجير الفلسطينيين في القدس الشرقية والمناطق التي يعيشون بها، وأن تكون مساعداتهم لإسرائيل مشروطة.
وعن هدف المؤتمر الصحفي، قالت مديرة التواصل بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في أوهايو (CAIR-Ohio)، السيدة أمينة برهومي، إن وسائل الإعلام الأمريكية تركز في تغطيتها على وجهة النظر الإسرائيلية دون الالتفات لمعاناة الشعب الفلسطيني، لذا كان لا بد من تنظيم هذا اللقاء لاطلاعها على بعض الحقائق، وتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية، ومدى تأثير الصراع والعنف الدائر على دافعي الضرائب الأمريكيين، والتأكيد على حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وأمان.
وشددت برهومي على أهمية حشد تأييد المجتمع المحلي للقضايا الإنسانية والمساهمة في التأثير على صنّاع القرار والمشرعين في مناطقهم المحلية وعلى جميع المستويات من أجل نصرة القضايا الإنسانية العادلة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والحيلولة دون تهجير الناس من بيوتهم.
وقال المحامي الأمريكي الفلسطيني، وعضو مجلس إدارة الجيل الجديد من أجل فلسطين (NGP)، مازن رسول، إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو استمرار لما يحدث منذ 73 سنة: "جرائم مستمرة، تحاول من خلالها إسرائيل الخلاص من الشعب الفلسطيني وانهاء وجوده".
وطالب رسول الجاليات العربية والمجتمع المحلي في أوهايو، بالضغط على الحكومة الامريكية والمشرعين والمؤسسات والهيئات السياسية والمدنية، من أجل وقف دعم أمريكا غير المشروط لإسرائيل، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هي إنسانية سياسية طويلة، ودعمها يجب أن يكون مستمرا، لا لحظيا مبنيا على الاحداث الحالية فقط.
من جهته، أدان مؤسس ورئيس صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين (PCRF)، ستيف سوسبي، استهداف مقر الصندوق الرئيسي في غزة، معتبرا ذلك معيقا لجهود الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها المؤسسة في القطاع.
ودعا سوسبي المجتمعات المحلية والجاليات في أوهايو وعموم أمريكا إلى مواصلة تقديم المساعدات ودعم المؤسسة، حيث إنها جهة مدنية تعمل في الميدان لضمان وصول المساعدات الطبية والمعونات الإنسانية للأطفال في غزة.
بدورها، أشارت الناشطة والمحامية الأمريكية الفلسطينية، جنى الأخرس، إلى الأزمات الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصا في غزة التي يتكون نصف عدد سكانها من الأطفال تحت عمر 18 سنة، موضحة أن المشكلة الأساسية هناك بدأت منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948.
وطالبت الأخرس المجتمعات في كولومبوس وأوهايو والعالم بدعم حقوق الفلسطينيين، والنظر إلى قضيتهم بعدالة، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني محتل وليس لديه جيش، ولذلك لا يجوز مقارنته بالجهة المحتلة التي تملك جيشا كبيرا.