ساو باولو (أسوشيتد برس) - توفي اليوم الخميس أسطورة كرة القدم اللاعب البرازيلي بيليه، الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات وأصبح أحد أكثر الشخصيات الرياضية القيادية في القرن العشرين، عن عمر يناهز 82 عام.
خضع بيليه لعلاج سرطان القولون منذ عام 2021. وقد نُقل إلى المستشفى الشهر الماضي بسبب أمراض متعددة.
يُنظر إلى بيليه على نطاق واسع على أنه أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وقد أمضى ما يقرب من عقدين من الزمن في ابهار المشجعين أثناء لعبه مع فريق سانتوس البرازيلي ومنتخب بلاده البرازيل.
أذهلت رشاقة واداء بيليه وتحركاته الرياضية الساحرة اللاعبين والمشجعين، وأحدث ثورة في عالم رياضة كرة القدم، وجسد أسلوبه أناقة بلاده في الملعب، وأصبح فيما بعد سفيراً عالمياً لبلاده ولكرة القدم.
بدأ بيليه مسيرته الرياضية بشوارع ولاية ساو باولو في البرازيل، حيث كان يركل جوربًا محشوًا بالصحف أو قطع القماش، واستهل مشواره الرياضي الاحترافي وهو بعمر 17 في كأس العالم 1958 في السويد، حيث كان آنذاك أصغر لاعب في البطولة على الإطلاق، حيث حمل حينها على الاكتاف من قبل زملائه بعد أن سجل هدفين في مباراة بلاده ضد البلد المضيف الذي فازوا عليها (5-2) في المباراة النهائية.
كانت شهرة بيليه كبيرة لدرجة أنه في عام 1967 وافقت فصائل الحرب الأهلية في نيجيريا على وقف إطلاق النار لفترة وجيزة حتى يتمكن من لعب مباراة استعراضية في البلاد.
حصل بيليه على لقب فارس من قبل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في عام 1997، وزار واشنطن للمساعدة في نشر اللعبة في أمريكا الشمالية، حيث قال له رئيس الولايات المتحدة آنذاك: "اسمي رونالد ريغان، أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفا "لكنك لست بحاجة إلى تقديم نفسك لأن الجميع يعرف من هو بيليه."
كان بيليه أول بطل قومي حديث للبرازيل، لكنه نادراً ما تحدث عن العنصرية في بلد ينحدر فيه الأغنياء والأقوياء من الأقلية البيضاء.
اتخذت حياة بيليه بعد كرة القدم عدة أشكال، فقد أصبح سياسيا وتولى وزارة الرياضة في بلاده، ورجل أعمال ثريًا وسفيرًا لليونسكو والأمم المتحدة، إضافة إلى لعبه أدوارا في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وحتى الأغاني والتسجيلات المدمجة للموسيقى البرازيلية الشعبية.
مع تدهور صحته، أصبحت رحلاته وظهوره أقل تواتراً. غالبًا ما كان يُرى على كرسي متحرك خلال سنواته الأخيرة ولم يحضر حفل للكشف عن تمثال له يمثل منتخب البرازيل في كأس العالم 1970.
أمضى بيليه عيد ميلاده الثمانين منعزلاً مع عدد قليل من أفراد الأسرة في منزل على الشاطئ.
ولد بيليه في مدينة Tres Coracoes الصغيرة في المناطق الداخلية من ولاية ميناس جيرايس في 23 أكتوبر 1940، وجذبت موهبته الانتباه عندما كان في الحادية عشرة من عمره، وقد جلبه لاعب محترف محلي إلى فرق الشباب في سانتوس، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى وصل إلى الفريق الأول.
على الرغم من صغر سنه، فقد سجل ضد أهدافا ما زالت عالقة في أذهان الناس، وظهر لأول مرة مع النادي البرازيلي في سن 16 عام 1956، وسرعان ما اكتسب النادي شهرة عالمية.
ذهب بيليه إلى كأس العالم 1958 كاحتياطي لكنه أصبح لاعبا أساسيا في منتخب بلاده، وتم التصويت على هدفه الأول، الذي قام فيه برمي الكرة فوق رأس أحد المدافعين، ليعد أحد أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم.
كانت نهائيات كأس العالم 1966 في إنجلترا - التي فاز بها المضيفون - مريرة بالنسبة لبيليه، الذي كان يعتبر في ذلك الوقت أفضل لاعب في العالم، حيث خرجت البرازيل من دور المجموعات وأقسم بيليه، الغاضب من المعاملة القاسية، أن هذه هي نهائيات كأس العالم الأخيرة.
لقد غير رأيه وجدد شبابه في كأس العالم 1970.
سجل بيليه الهدف الافتتاحي في المباراة النهائية ضد إيطاليا التي كانت آخر مباراة له في كأس العالم.
لعب بيليه 114 مباراة مع البرازيل، وسجل 95 هدفاً، بما في ذلك 77 في المباريات الرسمية.
امتدت مسيرته مع سانتوس لأكثر من ثلاثة عقود حتى دخل نصف التقاعد بعد موسم 1972.
حاولت الأندية الأوروبية الثرية التعاقد معه، لكن الحكومة البرازيلية تدخلت لمنع ذلك، معلنة أنه كنز وطني.
في عام 1975 ، انضم إلى فريق New York Cosmos التابع لدوري كرة القدم لأمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أن بيليه كان يبلغ من العمر 34 عامًا وتجاوز أوج عمره، إلا أنه أعطى كرة القدم مكانة أعلى في أمريكا الشمالية. قاد كوزموس إلى لقب الدوري عام 1977 وسجل 64 هدفاً في ثلاثة مواسم.
أنهى بيليه مسيرته المهنية في الأول من أكتوبر عام 1977، في عرض كروي بين كوزموس وسانتوس أمام حشد من الناس في نيو جيرسي بلغ حوالي 77000 شخص.
عانى بيليه من أوقات عصيبة في حياته الشخصية، خصوصا عندما تم القبض على ابنه إدينيو بتهم تتعلق بالمخدرات.
