هذه ترجمة محررة بتصرف لموضوع نشر على موقع "STAT" المتخصص في الصحة والطب وعلوم الحياة حول سبب تصويت أحد أعضاء اللجنة الاستشارية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ضد قرار اعطاء المقيمين في دور رعاية المسنين طويلة الأمد لقاح فيروس كورونا المستجد في المراحل الأولى من التطعيم.
صوتت اللجنة الاستشارية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء الماضي على توصية تتعلق بأولوية حصول المقيمين في دور رعاية المسنين على اللقاح في المرحلة الأولى، جنبا إلى جنب مع مقدمي الرعاية الصحية للمصابين بفيروس كورونا المستجد، باستثناء صوت واحد ضد القرار لباحثة متخصصة في دراسة أثر اللقاحات على كبار السن.
الباحثة هيلين كيب تالبوت (Helen Keipp Talbot) أثارت خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لممارسات التطعيم (ACIP ) مخاوف جدية حول اعطاء اللقاحات لكبار السن الضعفاء، مشيرة إلى عدم وجود بيانات تؤكد فعالية اللقاحات عند هذه المجموعة من الناس.
وعلى الرغم من تجارب المرحلة الثالثة من لقاحات فيروس كورونا يجب أن تشمل جميع الأشخاص من عمر 65 عامًا أو أكبر، إلا أنه لم يتم اختبار أي من اللقاحات خلال التجارب على هذه الفئة من الأشخاص ممن يخضعون لرعاية طويلة الأمد. لذا قالت تالبوت إنه لا يمكن الافتراض بأن نتائج الاختبارات على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا الذين يتمتعون بصحة جيدة بما يكفي لقبولهم في التجارب السريرية تشير إلى كل فرد في تلك الديموغرافية.
وفي اجتماع سابق لـ ACIP ، حذرت تالبوت من أن تطعيم هذه الفئة من السكان في بداية طرح اللقاح محفوف بالمخاطر، لأن المقيمين في الرعاية طويلة الأمد لديهم معدل مرتفع من الأحداث الطبية التي يمكن الخلط بينها وبين الآثار الجانبية للتلقيح ما قد ينتج عنه تقويض الثقة في اللقاحات.
تحدثت STAT إلى تالبوت، وهي أستاذ مساعد للأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، عبر زووم، وسألت عن سبب تصويتها ضد أعطاء المقيمين في دور الرعاية طويلة الأجل في "المرحلة 1 أ" لقاحات كورونا المستجد، والتي من المحتمل أن تبدأ في طرحها في النصف الثاني من ديسمبر.
نص المحادثة:
سؤال: كان من غير المعتاد بعض الشيء أن نرى ACIP - وهي مجموعة تتخذ قرارات مبنية على الأدلة - تقدم توصية بشأن افتراض أن اللقاحات ستعمل في كبار السن الضعفاء.
جواب: أعتقد أنهم استندوا إلى البيانات. كانت مجرد بيانات عن عدد الوفيات بين هؤلاء السكان. عدد الوفيات بين هؤلاء السكان هو بعيد جدا عن عدد المصابين. وكان هذا هو السبب الدافع لذلك التصويت.
سؤال: أنت تدرسين اللقاحات في كبار السن. أخبريني لماذا تعتقدي بأن تطعيم المقيمين في الرعاية طويلة الأمد أولاً ليس هو النهج الصحيح.
جواب: أعتقد أن هذا هو النهج الصحيح إذا كانت لدينا بيانات.
هذه نقطة مهمة. لقد قمنا بشكل روتيني، ولجميع لقاحات البالغين تقريبًا حتى وقت قريب، باختبارها على اليافعين في عمر الدراسة الجامعية والمجندين في الجيش ورأينا أنها فعالة واستخدمناها بعد ذلك مع كبار السن.
المثال الأول هو الأنفلونزا. في عام 1960، قال الجراح العام (وهو رئيس هيئة الخدمات الصحية العامة الأمريكية)، حسنًا، إن اللقاح يعمل مع البالغين الاصحاء، لذا يجب أن يعمل جزئيًا على الأقل مع كبار السن. ومنذ عام 1960 ونحن نواصل القول: "لأنه قد ينجح جزئيًا".
وأضافت تالبوت، نحتاج إلى التوقف عن افتراض أن هذه اللقاحات تعمل ونصممها بالفعل ونختبرها في هذه الفئة من السكان من أجل استخدامها بشكل مناسب.
سؤال: هل أنت قلقة من أن هذه جرعات سيتم إهدارها؟
جواب: لن أقول تضيع. ولكن لا تستخدم بكفاءة كما يمكن أن تكون.
إذا كنت أعلم أن اللقاح فعال مع موظف في دار رعاية يتمتع بصحة جيدة، فأنا أفضل تلقيح جميع الموظفين العاملين في مجال الرعاية الصحية، حتى لا يصيبوا المرضى المسنين الضعفاء عندما يكونون بالقرب منهم.
وتضيف، ليس لدينا لقاح كافٍ حتى الآن لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية. سنفعل ذلك في النهاية، لكننا لم نفعل ذلك بعد.
سؤال: هل لديك أي مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن استخدام اللقاح للمقيمين في دور الرعاية طويلة الأمد؟
جواب: أي أكثر من أي شخص آخر؟ لا، لكني أعتقد أن كل ما لدينا من أجل البالغين عمومًا هو نتائج تجربة السريرية المضبوطة للمساعدة في فهم بيانات السلامة.
سؤال: ماذا تعني؟
إذا حدث لي شيء بعد اللقاح، فيمكننا العودة إلى بيانات التجربة السريرية والتساؤل: هل حدث هذا في كلا المجموعتين؟ هل حدث ذلك في مجموعة الدواء الوهمي أم لا. بينما لا يمكننا طرح هذا التساؤل بخصوص المقيمين في دور الرعاية طويلة الأمد، نظرا لغيابهم عن التجارب السريرية.
سؤال: ولا يمكنك الاستقراء من تجربة المرحلة الثالثة العامة؟
يمكننا المحاولة. لكنها ليست نهائية. لأنها مجموعة سكانية مختلفة ولديها أمراض مصاحبة مختلفة.
سؤال: واحتمالات حدوث شيء مثل السكتة الدماغية أو حتى الوفاة في الثلاثين أو الستين أو أي يوم بعد التطعيم أعلى بكثير بين المقيمين في الرعاية طويلة الأمد ...
جواب: هزت رأسها بقوة وقالت هذا هو الواقع. سيتم ربط جميع الأحداث مؤقتًا. ولكن كيف تشرح ذلك لمساعدة الممرضة التي كانت تعتني بتلك المريضة وتحبها مثل جدتها؟ ومن الذي يضمن بعد ذلك أن لا تقرر هذه الممرضة رفض اللقاح واخبار الجميع بعدم التطعيم؟
سؤال: في عموم السكان، الطريقة التي تستدرك بها ما إذا كان حدثًا صحيًا بعد التطعيم ناتجًا عن ذلك أم أنه مرتبط به بشكل مؤقت - حدث في نفس الوقت تقريبًا - هو من خلال معرفة المعدلات الأساسية لهذا النوع من الأحداث حتى يمكنك القول: هذا ضمن نطاق عدد السكتات الدماغية التي نتوقع رؤيتها في هذه المجموعة من السكان فوق هذا المقدار.
هل معدلات الأحداث هذه غير معروفة للمقيمين في مجال الرعاية طويلة الأجل؟
جواب: لقد بحثت في Google عن معدل الوفيات في دور رعاية المسنين ولم أجد شيئًا. الآن، أجريت مكالمة مع مجموعة من أطباء الشيخوخة وسألت ذلك. قلة منهم - وليس كلهم - يعرفون تلك البيانات. لا أعرف مدى شيوع هذه المعرفة.
سؤال: ما هو خوفك؟ كيف ترى هذا يحدث؟
أخشى فقدان الثقة في اللقاح. أن يكون اللقاح آمنًا حقًا، ولكن ستكون هناك أحداث مرتبطة مؤقتًا وسيخاف الناس من استخدام اللقاح. ولن نكون قادرين على إعادة أطفالنا إلى المدرسة والعودة إلى العمل - الأشياء المهمة.
المصدر:
