أظهر استطلاع للرأي أن المزيد من البالغين غير الملقحين في الولايات المتحدة يعتبرون لقاح فيروس كورونا أخطر على صحتهم من المرض الناجم عن الفيروس نفسه.

وأصدرت مؤسسة Kaiser Family Foundation استطلاعًا يوم الأربعاء وجد أن هناك انقسامًا كبيرًا بين البالغين غير المحصنين والمُلقحين فيما اعتبروه تهديدًا أكبر خلال الوباء.

قال أكثر من نصف البالغين غير المحصنين (53٪) إنهم يعتقدون أن التطعيم يشكل خطرًا أكبر على صحتهم من الإصابة بفيروس كورونا. ووجد التقرير أنه "في المقابل، قالت الغالبية العظمى (88٪) من البالغين الذين تم تطعيمهم إن الإصابة بفيروس COVID-19 يمثل خطرًا أكبر على صحتهم من اللقاح".

كما أن البالغين غير المحصنين كانوا أقل قلقًا بشأن متغير دلتا الأكثر قابلية للانتقال ولديهم ثقة أقل في سلامة وفعالية اللقاحات مقارنة بأولئك الذين حصلوا على اللقاحات، وفقًا لمسح KFF.

كما قال غالبية البالغين غير المحصنين (57٪) إنهم يعتقدون أن وسائل الإعلام "بالغت بشكل عام" في خطورة الوباء، مقارنة بـ 17٪ من البالغين الذين تم تلقيحهم.

يأتي الاستطلاع في الوقت الذي يصور فيه مسؤولو إدارة بايدن بشكل متزايد التفشي الحالي على أنه "جائحة غير محصنين" مع اتخاذ الرئيس بايدن موقفًا أكثر صرامة من خلال حثه غير الملقحين على الحصول على اللقاح. 

بايدن قال يوم الثلاثاء "إذا كنت من غير الحاصلين على اللقاح، فمن المرجح أن تصاب بفيروس كورونا، أن تدخل المستشفى، وأن تموت إذا أصبت بالعدوى .. هذه مأساة."

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حققت أمريكا هدف الرئيس بايدن المتمثل في تلقي 70٪ على الأقل من الأمريكيين البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بعد نحو شهر من الموعد المعلن.

ارتفعت الحالات اليومية الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 52٪ خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لمتتبع فيروس كورونا بواشنطن بوست. ومع ذلك، فقد تأخر العلاج في المستشفيات والوفيات، وهو ما أشار إليه بايدن لأن اللقاحات فعالة في الحد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة.

على الجانب الآخر، وجد استطلاع KFF أن 62٪ من البالغين الذين تم تطعيمهم قالوا إن الأخبار عن متغيرات فيروس كورونا تجعلهم أكثر عرضة لارتداء الأقنعة في الأماكن العامة أو تجنب التجمعات الكبيرة، بينما قال عدد أقل من البالغين غير المطعمين نفس الشيء (37٪).

ومع ذلك، وجد الاستطلاع أيضًا أن آراء المتعلقة باللقاح تزداد صلابة، حيث قال ما يزيد قليلاً عن 1 من كل 5 بالغين غير محصنين إن الأخبار عن المتغيرات زادت احتمالية حصولهم على اللقاح. بالإضافة إلى ذلك، ظلت نسبة البالغين الذين تلقوا لقاحًا أو قالوا إنهم سيفعلون ذلك قريبًا دون تغيير نسبيًا منذ يونيو.

تم الانتهاء من الاستطلاع بين 15 و 27 يوليو، مما يعني أنه قد لا يلتقط أي زيادة حديثة في التطعيمات منذ أن حددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) التهديد المتزايد لمتغير الدلتا في الولايات المتحدة.

يستشهد العديد من الأمريكيين الذين يرفضون الحصول على اللقاح بعدم وجود موافقة رسمية من إدارة الغذاء والدواء، أو نظريات المؤامرة حول الآثار الضارة للقاح التي تغذيهم باستمرار، أو يقولون إنهم ينتظرون لمعرفة ما قد تكون عليه آثار الحقن. المعارضة تثير قلق خبراء الصحة العامة الذين شددوا على أن اللقاحات آمنة وفعالة وأفضل طريقة للقضاء على الوباء. 

ما يزال من الممكن أن يتغير امتصاص اللقاح حيث ينتشر الفيروس في أجزاء من البلاد، مع ارتفاع حاد في فلوريدا ولويزيانا وأركنساس. قال المسؤولون في بعض المستشفيات في إن طاقتها قد استنفدت حيث يتخذ مسؤولو الصحة العامة خطوات أكثر صرامة لتشجيع الحصول على اللقاح. 

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة KFF درو التمان في بيان صحفي: "رؤية الناس لأصدقائهم يمرضون والمستشفيات المحلية تمتلئ مرة أخرى بمرضى كورونا قد تسرع في حصولهم على اللقاح."

وقال استطلاع KFF أن هناك أيضًا فجوة بين الجنسين في تقبل اللقاح، بعد أجراء مقابلات مع عينة تمثيلية على المستوى الوطني من 1517 بالغًا (بهامش خطأ في أخذ العينات يزيد أو ينقص ثلاث نقاط مئوية)،  أن 71٪ من النساء أفدن أنهن أُصبن بجرعة واحدة على الأقل مقارنة بـ 63٪ من الرجال. كانت هناك أيضًا نسبة أكبر من الرجال يقولون إنهم "بالتأكيد لن يحصلوا" على اللقاح.