على الرغم من توصية شركة فايزر بإعطاء جرعتي لقاحها بفاصل زمني مدته 3 أسابيع، إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أفادت في ارشادات جديدة لها بإمكانية إعطاء الجرعة الثانية حتى 42 يومًا بعد الجرعة الأولى، عندما يكون التأخير أمرًا لا مفر منه.
اللقاحات ذات الجرعتين تهدف إلى تحقيق أقصى فائدة للحماية من الإصابة بالمرض الذي يسببه فيروس كورونا (COVID-19)، فالجرعة الأولى تعزز الذاكرة المناعية، والجرعة الثانية تعمل على ترسيخها، كما يقول توماس ديني، رئيس العمليات في معهد ديوك للقاحات البشرية.
وأشار مقال علمي منشور في BCMJ إلى أنه لم يكن هناك فرق في فعالية اللقاح بين الأشخاص الذين حصلوا على جرعتهم الثانية في اليوم 19 والأشخاص الذين حصلوا عليها في اليوم 42، موضحا التفاصيل العلمية بوضوح في المقال.
وكالة الأدوية الأوروبية، قالت إنه يجب احترام الفترة الزمنية القصوى البالغة 42 يومًا بين الجرعة الأولى والثانية من لقاح فايزر للحصول على الحماية الكاملة.
بدورها، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في بيان سابق لها صدر في شهر يناير/ كانون ثاني، "نحن نعلم أن بعض المناقشات حول تغيير جدول الجرعات تستند إلى الاعتقاد بأنه يمكن أن يساعد في الحصول على المزيد من اللقاح للجمهور بشكل أسرع. ومع ذلك، فإن إجراء مثل هذه التغييرات التي لا تدعمها أدلة علمية كافية قد يؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية على الصحة العامة."
وأضافت، "لقد التزمنا مرارًا وتكرارًا باتخاذ قرارات تستند إلى البيانات والعلوم. حتى يتوفر لدى مصنعي اللقاحات البيانات والعلم الذي يدعم التغيير، نواصل التوصية بشدة بأن يتبع مقدمو الرعاية الصحية جدول الجرعات المصرح به من قِبلنا."
وفي تبريرها للسماح بتأجيل الجرعة الثانية من لقاح استرا زينيكا، على سبيل المثال، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، "إن التطعيم في البداية لعدد أكبر من الأشخاص بجرعة واحدة سيمنع حدوث المزيد من الوفيات ودخول المستشفيات، مقارنةً بتلقيح عدد أقل من الأشخاص بجرعتين"، موضحة بأن الجرعة الثانية ما تزال مهمة لتوفير حماية تدوم طويلاً، ومن المتوقع أن تكون بنفس الفعالية أو أكثر عند إعطائها بعد 12 أسبوعًا من الجرعة الأولى.
وأفاد مقال علمي منشور على Future، بأن الخطر النظري هو أن الاستجابة الضعيفة للفيروس لدى ملايين الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من شأنها أن تعزز ظهور متغيرات جديدة يمكن أن تتجنب الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح، ما قد يقوض العمل لمدة عام لتطوير لقاحات آمنة وفعالة. ويتمثل الخطر الاجتماعي في أن الرسائل المختلطة حول هذا الموضوع - من الحكومات والهيئات التنظيمية والمجموعات المهنية وشركات صناعة الأدوية - ستجعل من الصعب التواصل مع الجمهور بشأن اللقاحات المثيرة للجدل بالفعل والتي يتجنبها البعض.
في المقابل، أكدت دراسة جديدة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) للتأكد من الفوائد الوقائية للقاحات فيروس كورونا، أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم لا يحملون الفيروس، ولا يتعرضون للمرض، علاوة على أنها أظهرت انخفاض خطر الإصابة بنسبة 80٪ بعد أسبوعين أو أكثر من الحصول على الجرعة الأولى.
الدراسة المشار إليها شملت 3950 شخصا يعلمون في مجال الرعاية الصحية وفي خطوط الاستجابة الأولى ممن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، شاركوا من ست ولايات أمريكية، على مدى 13 أسبوعًا، من 14 ديسمبر 2020 إلى 13 مارس 2021.
وعلى الرغم من وجود تحذير من حدوث مناعة جزئية لدى الأشخاص الذين يحصلون على جرعة واحدة، وزيادة خطر الإصابة بمتغيرات (طفرات-سلالات) مقاومة للقاح، واعتقاد بعض الأشخاص بأن لديهم حماية كافية، إلى جانب غياب دليل قاطع على أن الأشخاص الذين يحصلون على جرعة واحدة فقط لديهم حماية كافية طويلة الأمد، إلا إن تمديد جدول اللقاح يبدو مبررا في بعض الحالات للسماح لأكبر عدد من السكان بتلقي الجرعة الأولى،
