الصورة

جورج

لماذا يُحسب الأمريكيون العرب على العرق الأبيض في أمريكا ؟

ومن هو أول مهاجر عربي يحصل على الجنسية الأمريكية ؟

يُصنّف الأمريكيون العرب، بموجب التعداد السكاني والسجلات الرسمية في الولايات المتحدة ضمن قائمة العرق الأبيض، وهو أمر حرمهم من الحصول على الامتيازات المخصصة للأقليات، على الرغم من انخراطهم الفعال في الحياة المدنية، وإضافاتهم المشهود لها في جميع مجالات الحياة في أمريكا.

عرب أمريكا، أو الأمريكيون العرب، هم مجتمع متنوع من المهاجرين واللاجئين وأجيالهم المتعاقبة الذين تنحدر أصولهم من 22 دولة عربية تقع في آسيا وافريقيا، حيث تُقدر أعداهم في الولايات المتحدة بنحو 3.7 مليون شخص، وفقا للمعهد العربي الأمريكي، وهم متنوعون من حيث العرق والدين والتوجه السياسي أيضا.

احتساب الأمريكيون العرب على العرق الأبيض طالما كان مغالطة تاريخية، لكن يجري العمل على تصويبها، عبر مشروع قانون يقف الآن على بعد خطوة واحدة من أن يصبح قانوناً، وذلك لضمان احتساب "الأمريكيون العرب" في بيانات الدولة.

مشروع القانون الحالي (رقم 3768) جاء بعد مطالبات امتدت لعقود من قبل مؤسسات عربية ونشطاء في المجتمع الأمريكي، ويهدف إلى إنشاء فئة عرقية لأولئك الذين يُعرفون بأنهم شرق أوسطيون أو شمال أفريقيون، وقد تم تمريره من مجلس النواب الأمريكي مؤخرا بتأييد ساحق، وهو بحاجة لإقراره من مجلس الشيوخ ليصبح قانوناً.

في حال إقراره، ستضاف فئة جديدة إلى الإحصاء السكاني تسمى الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا (MENA).

مشروع القانون تم تقديمه بعد تحقيق أجرته شبكة 2 CBS على مدى سنوات، كشفت من خلاله تأثير عدم قيام الحكومات الفيدرالية والمحلية بجمع البيانات عن "الأمريكيون العرب"، مثلما حدث فترة الوباء، حيث كان الأمريكيون العرب يموتون بمعدلات عالية في إلينوي، على سبيل المثال.

منظمات الخدمة الاجتماعية والمنظمات غير الربحية التي تخدم المجتمع، قالت إنها اضطرت إلى الاعتماد على المعلومات القصصية، وكافحت للحصول على تمويل لمساعدة المجتمع دون بيانات ملموسة.

ما هو التعداد السكاني في أمريكا ؟ 

التعداد السكاني للولايات المتحدة هو إحصاء مفروض قانونًا بموجب دستور الولايات المتحدة، يتم إجراؤه كل عشر سنوات، و بدأ أول مرّة بعد الثورة الأمريكية عام 1790، تحت إشراف وزير الخارجية آنذاك توماس جيفرسون، وقد تم إجراء 23 تعدادًا فيدراليًا منذ ذلك الوقت. أحدث تعداد وطني تم في عام 2020، ومن المقرر إجراء الإحصاء السكاني التالي في عام 2030.

إدارة ترامب "رفضت" توصية بإضافة فئة خاصة بالأمريكيين الذين ينحدرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تعداد 2020، مما أجبر مكتب الإحصاء على المضي قدمًا بدون الفئة الجديدة.

وزارة العدل تؤكد عام 1909 ما إذا كان "السوريون والأتراك والعرب" من العرق الأبيض أو الأصفر

أقر الكونغرس الأمريكي قانون التجنس الأساسي في عام 1906، وهو تشريع أدى إلى إنشاء خدمة التجنيس الأمريكية، برئاسة ريتشارد كامبل الذي تولى رئاسة القسم في مكتب الهجرة.

في عام 1909، شاركت وزارة العدل الأمريكية في الجدل الدائر آنذاك فيما إذا كان الشرق أوسطيون ينتمون إلى العرق الأبيض، وبالتالي يحق لهم الحصول على الجنسية الأمريكية، أو ينتمون للعرق الأصفر، وبالتالي يجب استبعادهم من امتيازات المواطنة، وتم إرسال تعليمات إلى المحامين في جميع أنحاء الولايات المتحدة لإيقاف جميع الإجراءات حتى يمكن إجراء "مزيد من التحقيق في الأمر".

قصة اللبناني الذي تسبب باحتساب الأمريكيون العرب على العرق الأبيض !

في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، اعتقل شرطي من أصل لبناني يدعى جورج شيشم (George Shishim) نجل محامٍ بارز بسبب مخالفة قانونية، وعليه تم رفع دعوى قضائية ضد اللبناني تفيد بأنه ليس له الحق في اعتقال نجل المحامي، فهو لم يكن ولا يمكن أن يصبح مواطناً أمريكياً، لأنه لا ينتمي إلى العرق "الأبيض"، بحجة أنه من مواليد لبنان في آسيا، ويُعتبر من أصل "صيني منغولي". وعليه بدأ صراع قانوني من أجل اثبات أهلية اللبناني للحصول على الجنسية الأمريكية.

ومع احتدام الصراع القانوني، التقى قادة الجالية السورية اللبنانية في لوس أنجلوس، بمن فيهم: (Phares A. Behannesey) و (Mike George) و (Elias Shedoudy) و (John Safady) و (Saleem Sawaya) و (Nick Baida)، حيث عقدوا الاجتماع في مكتب (Mike George)، وجمعوا بيانات ومعلومات قدموها إلى محامٍ بارز يدعى (Byron C. Hanna) بعد أن كلفوه برفع قضية ضد الحكومة الفيدرالية.

كتب أحد المجتمعين (Behanessey) رسالة إلى جامعات أمريكية عديدة يسألهم من خلالها عن الخلفية "الإثنولوجية" للأصل اللبناني السوري والعربي، فكانت الإجابة: "من العرق الأبيض".

قُدمت هذه الوثيقة وغيرها إلى المحكمة، وحكم بموجبها القاضي (Hutton) من محكمة لوس أنجلوس العليا بأن اللبناني شيشم مؤهل للحصول على الجنسية وأن اللبنانيين والسوريين ينتمون إلى "العرق الأبيض".

بحسب السجلات الرسمية، قال شيشم في جلسات المحكمة: "إذا كُنتُ منغوليا، إذن يسوع كذلك، لأننا أتينا من نفس الأرض".

وهكذا، شكلت ولاية كاليفورنيا سابقة استندت إليها الولايات الأخرى في قرارها المتعلق بهذا الشأن، بمنح الجنسية الأمريكية لللبنانيين والسوريين وجميع العرب، وأصبح شيسم أول مهاجر من العالم العربي يحصل على الجنسية الأمريكية.

وجاء في مقال نُشر في صحيفة "لوس أنجلوس هيرالد" بتاريخ 5 نوفمبر من عام 1909: "إن عباءة المواطنة التي وضعها ضباط تجنيس العم سام على أكتافهم لن تتم إزالتها، وسوف يتنفس 17000 سوري الصعداء عندما يسمعون بالقرار الصادر أمس عن المحكمة العليا."

بطبيعة الحال، أُعتبر هذا القرار تاريخياً في وقته نظراً لأنه فتح الطريق أمام العرب للحصول على الجنسية الأمريكية، لكن حرمهم في الوقت نفسه من الامتيازات التي تحصل عليها الأقليات في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.

أما الانتماء للعرق الأبيض، أو "البياض"، فقد ظلّ شرطًا أساسيًا للحصول على الجنسية الأمريكية، إلا أنه كان عاملا متغيرا يستند إلى نزاعات قضائية عبر تاريخ الولايات المتحدة.

أما بعد، لقد كان البناء القانوني للهوية العربية الأمريكية جدلياً وحاضراً خلال حقبة التجنس المقيدة عنصريًا (1790 - 1952)، حيث شارك في عشر جلسات من أصل 53 جلسة استماع للتجنس شخص من "العالم العربي".

 

الصورة

مقالات ذات صلة

الجواز الأمريكي في المرتبة الثامنة و 27 دولة لديها جوازات سفر أقوى

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

عبدالرحمن: أفضل شخصية للأعمال التجارية الصغيرة في أمريكا

الصورة

ما هو الأصل التاريخي لتقليد كذبة نيسان / أبريل؟

الصورة
Claudette Colvin

طفلة شجاعة تشعل أول مظاهرة ضد الفصل العنصري في أمريكا

الصورة
العربية خامس اللغات استخداما في الولايات المتحدة

أكثر من 350 لغة في أمريكا وشخص من كل 5 يتحدث غير الإنجليزية

الصورة
جيمي كارتر ، الصورة نقلا عن AP

جيمي كارتر: أبرز شخصيات العالم في حل النزاعات

الصورة
عيد الحب

نظرة تاريخية من خلال تسعة حقائق حول عيد الحب