المصدر: history.com

يوم كولومبوس في الولايات المتحدة الأمريكية

يوم كولومبوس هو عطلة في الولايات المتحدة، مخصصة لإحياء ذكرى رسو سفينة كريستوفر كولومبوس في الأمريكيتين عام 1492، ويصادف يوم كولومبوس هذا العام (2021) يوم الاثنين الموافق 11 أكتوبر/ تشرين الأول، والمناسبة لم تصبح عطلة فيدرالية حتى عام 1937.

بالنسبة للكثيرين، تعتبر العطلة وسيلة لتكريم إنجازات كولومبوس والاحتفال بالتراث الإيطالي الأمريكي، ولكن على مدار تاريخه، أثار يوم كولومبوس والرجل الذي سميت المناسبة على اسمه، كريستوفر كولومبوس، جدلا كبيرا، واقترحت العديد من البدائل للعطلة منذ السبعينيات بما في ذلك يوم الشعوب الأصلية، الذي يتم الاحتفال به الآن في العديد من الولايات والمدن الأمريكية.

من هو كريستوفر كولومبوس؟ 

كان كريستوفر كولومبوس مستكشفًا إيطالي المولد، أبحر في أغسطس 1492 متجهًا إلى آسيا بدعم من الملوك الإسبان الملك فرديناند والملكة إيزابيلا على متن ثلاث سفن تدعى: نينا و بينتا و سانتا ماريا.

كان كولومبوس ينوي رسم طريق بحري غربي إلى الصين والهند وجزر الذهب والتوابل الأسطورية في آسيا، لكنه بدلاً من ذلك رسى في جزر الباهاما  في 12 أكتوبر 1492، ليصبح أول أوروبي يستكشف الأمريكيتين منذ أن أسس الفايكنج مستعمراتهم في جرينلاند و نيوفاوندلاند خلال القرن العاشر.

خلافًا للاعتقاد الشائع، أدرك معظم الأوروبيين المتعلمين في أيام كولومبوس أن العالم كان دائريًا، لكنهم لم يعرفوا آنذاك أن المحيط الهادئ كان موجودًا، نتيجة لذلك، افترض كولومبوس ومعاصروه أن المحيط الأطلسي هو الوحيد الذي يقع بين أوروبا وجزر الهند الشرقية.

في وقت لاحق من ذلك الشهر، رأى كولومبوس كوبا واعتقد أنها جز من البر الرئيسي للصين.

في ديسمبر، عثرت البعثة على هيسبانيولا، والتي كان يعتقد بأنها اليابان، حيث أسس هناك أول مستعمرة إسبانية في الأمريكيتين مع 39 شخصا من رجاله.

في مارس 1493، عاد كولومبوس إلى إسبانيا منتصرا، حاملا الذهب والتوابل والأسرى "الهنود".

عبر كولومبوس المحيط الأطلسي عدة مرات قبل وفاته عام 1506، ولم يدرك أنه لم يصل إلى آسيا إلا في رحلته الثالثة، ولكنه عثر على قارة لم تكن معروفة من قبل للأوروبيين.

يوم كولومبوس في الولايات المتحدة

أقيم أول احتفال بيوم كولومبوس في عام 1792، عندما أقام النظام الكولومبي في نيويورك - المعروف باسم تاماني هول - حدثًا للاحتفال بالذكرى 300 للوصول التاريخي، واعتزازًا بمسقط رأس كولومبوس وإيمانه، بدأت المجتمعات الإيطالية والكاثوليكية في أجزاء مختلفة من البلاد في تنظيم احتفالات وعروض دينية سنوية على شرفه.

في عام 1892، أصدر الرئيس بنجامين هاريسون إعلانًا يشجع الأمريكيين على الاحتفال بالذكرى الأربعمائة لرحلة كولومبوس باحتفالات الوطنية.

في عام 1937، أعلن الرئيس فرانكلين روزفلت يوم كولومبوس عطلة وطنية، إلى حد كبير كنتيجة للضغط المكثف من قبل فرسان كولومبوس، وهي منظمة أخوية كاثوليكية مؤثرة.

هذا ويتم الاحتفال بـ يوم كولومبوس في يوم الاثنين الثاني من شهر أكتوبر، وعلى الرغم من أنه يوم عطلة فيدرالية تغلق فيه الحكومة جميع مكاتبها، إلا أن بعض الولايات لا تمنح يوم عطلة من العمل في ذلك اليوم. 

بدائل يوم كولومبوس في الولايات المتحدة 

يعود الجدل حول يوم كولومبوس إلى القرن التاسع عشر، عندما رفضت الجماعات المناهضة للمهاجرين في الولايات المتحدة العطلة بسبب ارتباطها بالكاثوليكية.

في العقود الأخيرة، أظهر الأمريكيون الأصليون ومجموعات أخرى احتجاجاتهم على الاحتفال بهذا الحدث الذي أدى إلى استعمار الأمريكيتين، ونشوء تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وموت الملايين بسبب القتل والمرض، حيث جلب المستوطنون الأوروبيون مجموعة من الأمراض المعدية التي قضت على السكان الأصليين، وحاربوا المستعمرين الأوروبيين في معارك أودت بحياة الكثيرين أيضًا.

يوم الشعوب الأصلية في أمريكا 

منذ عام 1991، اعتمدت العشرات من المدن والعديد من الجامعات وعدد متزايد من الولايات في أمريكا يوم الشعوب الأصلية (Indigenous Peoples’ Day)، وهو يوم يحتفل بتاريخ الأمريكيين الأصليين ومساهماتهم.

ليس من قبيل المصادفة، أن المناسبة عادة ما تقع في يوم كولومبوس، ثاني يوم اثنين من شهر أكتوبر، أو تحل محل العطلة بالكامل.

اعتبارًا من عام 2021، يتم الاحتفال بالعطلة أو تكريمها من قبل كثير من ولايات فرجينيا، مين، نيو مكسيكو، فيرمونت، ألاسكا، هاواي، أوريغون، آيوا ، لويزيانا، ميشيغان، مينيسوتا، نورث كارولينا، ويسكونسن، وكذلك داكوتا الجنوبية، التي تحتفل بالسكان الأصليين، وهاواي، التي تحتفل بيوم المكتشفين، وألاباما، الذي يحتفل بيوم التراث الهندي الأمريكي. 

في عام 2021، أصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن أول رئيس على الإطلاق يصدر إعلانًا في يوم الشعوب الأصلية، حيث كتب: "اليوم، نحن ندرك مرونة الشعوب الأصلية وقوتها بالإضافة إلى التأثير الإيجابي غير المسبوق الذي أحدثوه في كل جانب من جوانب المجتمع الأمريكي." 

لماذا استبدل يوم كولومبوس بيوم الشعوب الأصلية؟

لطالما جادل النشطاء بأن العطلات والتماثيل والنصب التذكارية الأخرى لكولومبوس تطهر أفعاله - التي تشمل استعباد الأمريكيين الأصليين - مع منحه الفضل في "اكتشاف" مكان يعيش فيه الناس بالفعل. 

يقول أستاذ الدراسات الهندية الأمريكية في جامعة ولاية أريزونا، ليو كيلباك: "يوم كولومبوس ليس مجرد عطلة، إنه يمثل تاريخ الاستعمار العنيف في نصف الكرة الأرضية الغربي".

عيد كولومبوس أصبح عطلة فيدرالية في عام 1937، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جهود الأمريكيين الإيطاليين الكاثوليك الرومان.

خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، نجح أعضاء مجموعة عرقية دينية في حملة لتأسيس يوم كولومبوس من أجل وضع الإيطاليين الكاثوليك، مثل كريستوفر كولومبوس، في التاريخ الأمريكي. وبذلك، تفوقوا على الأشخاص من أصل أنجلو سكسوني الذين أرادوا عطلة فيدرالية تكريمًا لـ Leif Erikson كأول أوروبي يصل إلى الأمريكتين. 

 

الصورة
المصدر: history.com

 المصدر: history.com   

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

الجواز الأمريكي في المرتبة الثامنة و 27 دولة لديها جوازات سفر أقوى

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

أمريكا تشهد أسوأ انخفاض في متوسط العمر المتوقع منذ مائة عام

الصورة

اعتراف رئاسي تاريخي بالأمريكيين العرب واعتذار عن التحيز ضدهم

الصورة
خارطة الولايات المتحدة الأمريكية

ما هي الولايات الأكثر شعبية للانتقال إليها في عام 2022 ؟

الصورة
أمريكا - تأشيرة الزيارة

ما تحتاج لمعرفته حول مقابلات تأشيرة الزيارة إلى أمريكا

الصورة

نصف الهجمات الجماعية في أمريكا كانت بدافع الخلافات

الصورة

أكل سمكة من بحيرات أو أنهار أمريكا كشرب مياه ملوثة لمدة شهر