مع حلول شهر نوفمبر من كل عام، يتحول تفكير الكثير من الأمريكيين إلى الديك الرومي، لكن كيف أصبح هذا الطائر المميز الطبق المفضل على طاولات عيد الشكر ؟
على عكس الاعتقاد السائد، لم يقترح بنجامين فرانكلين إعتماد الديك الرومي كرمز وطني للولايات المتحدة حديثة العهد، إلا أنه وفي رسالة شخصية وجهها إلى ابنته عام 1784 امتدح الديك الرومي بوصفه طائر شجاع وجدير بالاحترام، قائلا إنه "لن يتردد في مهاجمة جندي من جنود الحرس البريطاني إذا ما اعتقد أنه يقوم بغزو ساحة مزرعته."
طوال الحقبة الاستعمارية، احتفلت المجتمعات المحلية الأمريكية بأيام عيد الشكر الخاصة بها والتي استندت بشكل رئيسي إلى احتفالات الحصاد الأوروبية. في العقود الأولى من القرن التاسع عشر قامت بعض الولايات بجدولة احتفالات عيد الشكر السنوية بشكل فردي، وأصبح الديك الرومي الذي كان متوفراً بشكل كاف طبقاً رئيسيا في تلك الاحتفالات.
رغم ذلك، فإن الكاتبة والمحررة المؤثرة سارة جوزيفا هيل فعلت أكثر من أي شخص آخر لربط الديك الرومي بعيد الشكر. تناولت روايتها (نورث وود: الحياة شمالاً وجنوباً) الصادرة عام 1827 وصفاً تفصيلياً لعيد الشكر في نيو إنغلاند مع الديك الرومي المشوي. كما قادت حملة لعقود لجعل عيد الشكر عيداً وطنياً في محاولة لتوحيد الدولة المنقسمة بشكل متزايد. وفي عام 1863 عندما أعلن الرئيس أبراهام لينكولن عيد الشكر عيداً وطنياً كان الديك الرومي في طريقه ليصبح تقليداً أمريكياً.
في عام 1947 وضمن حملة ترشيد تطوعية، قام الرئيس هاري ترومان بالترويج لمقترح (خميس بلا دواجن) والذي شجع الأمريكيين على عدم إستهلاك منتجات الدواجن والبيض أيام الخميس، إلا أن المجلس الوطني للدواجن والبيض والإتحاد الوطني للديك الرومي مارسوا ضغوطاً ضد ذلك المقترح، وفي حفلٍ رسمي في البيت الأبيض قاموا بتقديم ديكاً رومياً حياً للرئيس الأمريكي قبل عيد الشكر بفترة وجيزة.
بعد تلك الحادثة عاد الديك الرومي إلى قائمة طعام عيد الشكر، لكن مقترح خميس بلا بيض إستمر قائماً حتى نهاية العام. كما أصبح تقديم الديك الرومي الحي للرئيس الأمريكي قبل عيد الشكر فعالية سنوية تقام في البيت الأبيض ضمن مراسم احتفالية.
وعلى الرغم من أن بعض طيور الديك الرومي إنتهى بها المطاف على الموائد الرئاسية في البيت الأبيض، إلا أن العديد منها تم إرساله إلى مزارع أو حدائق الحيوانات الاليفة، وقد كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب هو أول رئيس يعفو رسمياً عن الديك الرومي المقدم له عام 1989.
في وقتنا هذا، يضع ما يقارب 90% من الشعب الأمريكي الديك الرومي على موائدهم خلال عيد الشكر.
أين ما ستكونون خلال عيد الشكر لهذا العام وكيفما كانت طريقة احتفالكم به نتمنى لكم عيداً صحياً، آمناً وسعيد.
