يعود تاريخ عمّان التي أصبحت عاصمة الأردن عام 1921 إلى الألف السابع قبل الميلاد، بحسب ما تشير إليه آثار الحضارات الإنسانية القديمة المكتشفة شرقيّ المدينة. سُميت فيلادلفيا خلال الفترتين اليونانية والرومانية، وتعني مدينة الحب الأخوي، بينما عُرفت باسم عمّون في زمن مملكة العمّونيين.
شهدت عمّان نمواً سريعاً، حيث بلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة، وتوسعت خارج التلال السبع الأصلية التي تشكلت عليها إلى نحو عشرين.
عمّان مدينة الثقافات والأعراق المختلفة، يسكنها شركس وشيشان هاجروا إليها من القوقاز، أضافوا إلى ثقافتها وساهموا بتشكيل معالمها في بدايات تاريخها الحديث، ويسكنها أيضاً أرمن لجأوا إليها بعد أن نجوا من مذابح الحرب العالمية الأولى، وهم أكبر المسيحيين غير العرب في عمّان، كما يسكنها مهاجرون ولاجئون من فلسطين والعراق وسوريا، إضافة إلى المصريين الذين يأتون للعمل فيها بمهن مختلفة، فضلاً عن اليمنيين الذين هربوا إليها بعد اندلاع الحرب في بلادهم.
يُعدّ "وسط البلد" من أشهر معالم المدينة وأكثرها صَخَباً، وهو محاط بتلال مغطاة ببيوت متلاصقة، يطلّ بعضها على بعض، تفصلها طرقات متعرّجة وأدراج حجرية طويلة.
تنتشر في وسط البلد المتاجر والأسواق القديمة، ويعتبر المسرح الروماني القديم من أهم آثار المدينة التاريخية الباقية من الحضارة الرومانية، يقابله قلعة تاريخية تتربع الجبل بأعمدتها الشاهقة، في حين يمكن مشاهدة سبيل الحوريات وسط أسواق قاع المدينة الشعبية، وعربات الخضار والبضائع التجارية المنتشرة أمام أسواقها المفتوحة.
عمان مدينة شابة، تجمع بين نكهات متنوعة، وبالرغم من المسافة القصيرة التي تفصل بين عمّان الغربية والشرقية، إلا أنّ هناك تفاوتاً واضحاً في المستو المعيشي والنمط العمراني والخدمات، إذ تنتشر في غربيّ المدينة بيوت كبيرة ذات طُرز معمارية متميزة وفنادق فاخرة ومبانٍ حديثة ومراكز تسوق ضخمة (مولات)، بينما يحتفظ جانبها الشرقي بطابع محافظ وايقاع حياة تقليدي، حيث يمكن ملاحظة صخب الأسواق وورش عمل الحرفيين الصغيرة المنتشرة في معظم أحيائها القديمة.
تتمتع عمّان بخيارات ترفيهية متعددة، وبإمكان الزائر قضاء بعض الوقت في مشاهدة الآثار التاريخية الباقية في جبل القلعة والمدرج الروماني وسط البلد، وتذوق بعض المأكولات في أحد مطاعم قاع المدينة، والاستمتاع بطعم الكنافة التي تعتبر من أشهر حلوياتها الشعبية، إضافة إلى الاستمتاع بالتجول على الأقدام للتسوق ومشاهدة المتاجر والأسواق المفتوحة.
يمكن للزائر الصعود من وسط البلد إلى جبل اللويبدة أو شارع الرينبو في جبل عمّان، وهي أمكنة مفضلة لدى الأجانب العاملين في السفارات ومكاتب المنظمات والهيئات الدولية والإنسانية، نظراً لانتشار مقاهي الأرصفة الجميلة وقاعات السينما ومعارض الأعمال الفنية، في حين يمكن الانتقال إلى القسم الغربي من عمّان والتسوق في متاجرها المغلقة (المولات)، أو تناول الطعام في أحد مطاعمها الفاخرة.
وعلى الرغم من حركة السير العشوائية وازدحام السيارات في عمّان، بسبب تضاريسها المنحدرة وكثافة سكانها، إلا أنها مدينة شابة وودودة، ومن الممتع تبادل الحديث مع أحد سكّانها هناك، فالناس ودودون للغاية، ولديهم رغبة دائمة في التحدث إلى الأجانب والزوار، وشغف في التعرف على ثقافات مختلفة، وسماع قصص مثيرة تأتي إليهم من خارج الحدود.