الصورة

الأستاذ بجامعة واشنطن أند لي، الراحل تيد ديلاني، واقف في الحرم الجامعي في العام 2015. (© Kevin Remington/Washington and Lee)

ديلاني: من عامل نظافة إلى رئيس قسم التاريخ في جامعة واشنطن

الأميركيون من أصل افريقي رفعوا مستوى التعليم وحاربوا العنصرية

وصل تيد ديلاني إلى جامعة واشنطن أند لي (Washington and Lee) كعامل نظافة. ثم تدرج في المناصب حتى أصبح رئيس قسم التاريخ بها عندما تركها. قصة ديلاني غير عادية، ولكن المسار الذي شقه يشاطره فيه الملايين من الأميركيين من أصل أفريقي وهو: التغلب على التحيز، واغتنام فرص جديدة، والمساهمة في المجتمع والأمة.

ولد ديلاني ونشأ في ليكسينغتون، ولاية فيرجينيا – مقر جامعة واشنطن أند لي. حصل على منحة دراسية للالتحاق بكلية مورهاوس في أتلانتا – وهي من الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود. ولكن والدته في العام 1961 أخذت تخشى على سلامته، نظرًا لردة الفعل العنيفة ضد حركة الحقوق المدنية، ولم تسمح له بمواصلة الدراسة فيها.

كان الأميركيون من أصل أفريقي في ذلك الوقت غير ممثلين تمثيلًا كافيا بين خريجي الكليات والجامعات؛ حيث كانت نسبة من يحملون درجة البكالوريوس منهم 3٪، مقارنة بنسبة 9٪ من البيض. كانت قوانين عصر جيم كرو التي تميز ضد الطلاب السود من خلال منعهم من الدخول إلى المؤسسات التقليدية للبيض أحد الأسباب.

ولهذا السبب اضطر ديلاني للعمل في واشنطن أند لي كعامل نظافة. إذ لم تقبل الجامعة الطلاب السود حتى العام 1964.

ففي ذلك العام، حظر قانون الحقوق المدنية الصادر حديثا التمييز في المدارس العامة على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الأصل القومي. كما حظر أيضًا التمييز نفسه في أي مؤسسة تعليمية تتلقى دعما ماليا من الحكومة الفيدرالية.

وعندما أصبحت جامعة واشنطن أند لي مختلطة بدرجة أكبر، بدأ ديلاني دروسا ليلية بدوام جزئي أثناء عمله كفني مختبرات خلال النهار.

وبعد عقد ونصف من العمل بدوام جزئي وأربع سنوات من الدارسة بدوام كامل، حصل ديلاني أخيرًا على شهادة البكالوريوس في العام 1985 حين كان قد بلغ 41 سنة من عمره. ثم حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة ويليام أند ماري، حصل عليها في العام 1995، وهو واحد من 1287 من خريجي شهادة الدكتوراه السود في الولايات المتحدة في ذلك العام.

عاد ديلاني إلى جامعة واشنطن أند لي للتدريس فيها، وأصبح في نهاية المطاف أستاذ تاريخ ثابت. شارك في تأسيس أول برنامج دراسي أميركي أفريقي في الجامعة. ومن 2013 إلى 2017، شغل منصب رئيس قسم التاريخ في الجامعة.

إرث العنصرية في التعليم

تظهر أحدث البيانات أن نسبة الطلاب السود الجامعيين المسجلين في الكليات والجامعات الأميركية (14%) وهي نسبة تزيد قليلا عن نسبة السكان السود في الولايات المتحدة (13.4%)

ولكن عقودًا من الفصل العنصري وسياسات القبول المتحيزة تعني أن 26% فقط من الأميركيين السود يحملون درجة البكالوريوس أو أعلى في العام 2019، مقارنة بنسبة 40% من الأميركيين البيض. وتوظيف أعضاء هيئة التدريس السود لم يواكب وتيرة التوظيف.

وتُظهِر أحدث البيانات أن 6% من جميع الأساتذة الجامعيين في الولايات المتحدة هم من السود، وأن 96% من جميع الأساتذة السود المُعيّنين بشكل دائم يدرّسون في الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود.

ومع ذلك، فإن المؤسسات التعليمية غير الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود تتطلع إلى إصلاح هذا التفاوت. ووفقا لتقرير صدر مؤخرًا عن موقع (Inside Higher Ed) المعنيّ بأخبار التعليم العالي، فإن:

  • جامعة سيراكيوز ستبدأ مبادرة لتوظيف أعضاء هيئة تدريس من خلفيات عرقية متنوعة.
  • كلية رود أيلاند للتصميم ستقوم بتعيين 10 أساتذة مساعدين أو أساتذة كجزء من مبادرتها الخاصة بالفن والتصميم المسماة (Race in Art &Design) أو الأصل العرقي في الفن والتصميم.
  • جامعة ستانفورد ستقوم بتعيين 10 باحثين جدد يدرسون الأعراق في المجتمع الأميركي.
  • قسم اللغة الإنجليزية بجامعة شيكاغو سيعطي الأولوية لباحثي الدراسات المتعلقة بالسود في دورة هذا العام للقبول بالدراسات العليا.

ويدعو باحثون وأساتذة الدراسات المتعلقة بالسود إلى تغيير واسع النطاق يتجاوز ممارسات التوظيف.

بعد أحداث العنف من قِبل المؤمنين باستعلاء العِرق الأبيض التي وقعت في شارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، في العام 2017، كان تيد ديلاني واحدًا من ثلاثة أعضاء بهيئة التدريس في لجنة للتوصية بخطوات تتخذها جامعة واشنطن أند لي – والتي سُميت جزئيًا باسم الجنرال الكونفيدرالي ومالك العبيد روبرت إي لي – لمواجهة ماضيها الإشكالي.

تضمن تقرير اللجنة، الذي صدر في العام 2018، توصيات لزيادة تمثيل الأميركيين السود في أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وإنشاء برامج دراسية متبادلة وبرامج تبادل أعضاء هيئة التدريس مع المؤسسات التي تخدم الأقليات.

تقاعد ديلاني في حزيران/يونيو 2020 كأستاذ فخري للتاريخ، قبل ستة أشهر من وفاته. وبعد تقاعده، تأسست باسمه زمالة لما بعد الدكتوراه، وسلسلة محاضرات في الدراسات الأفريقية، ومنحة في العلوم الإنسانية والدراسات المتعددة التخصصات.

قالت مولي ميشيلمور، زميلة ديلاني والرئيس الحالي لقسم التاريخ بجامعة واشنطن أند لي، لصحيفة نيويورك تايمز “لقد كان دائمًا على استعداد لمواجهة المؤسسة بشأن فشلها في الوفاء بوعدها.”

هذا ما يواصل الأميركيون الذين يناضلون من أجل المساواة العرقية القيام به: مواجهة المؤسسات – التعليمية والحكومية والاجتماعية – عندما تفشل في الوفاء بوعودها.

المصدر: http://bit.ly/2OdJTS7

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

أفضل 10 مستشفيات أطفال في الولايات المتحدة

جودة الهواء تعطل حياة الملايين في الولايات المتحدة وكندا

اختيار المحرر

10 ملايين شخص سجلوا في تطبيق ثريدز (Threads) في 7 ساعات

أفضل 10 أماكن للعيش فيها للمحترفين الشباب في أمريكا

موضوعات متنوعة

الصورة

عبدالرحمن: أفضل شخصية للأعمال التجارية الصغيرة في أمريكا

الصورة

ما هو الأصل التاريخي لتقليد كذبة نيسان / أبريل؟

الصورة

لماذا يُحسب الأمريكيون العرب على العرق الأبيض في أمريكا ؟

الصورة
Claudette Colvin

طفلة شجاعة تشعل أول مظاهرة ضد الفصل العنصري في أمريكا

الصورة
العربية خامس اللغات استخداما في الولايات المتحدة

أكثر من 350 لغة في أمريكا وشخص من كل 5 يتحدث غير الإنجليزية

الصورة
جيمي كارتر ، الصورة نقلا عن AP

جيمي كارتر: أبرز شخصيات العالم في حل النزاعات