ليس من السهل أن يكون المرء مسؤولاً حكومياً وقت الأزمات، حيث ينتظر منه الناس اتخاذ قرارات هامة على صلة وثيقة بحياتهم، كما يحدث اليوم في الأزمة التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا...
الطبيبة والباحثة الأمريكية آمي أكتون (54 عاما) كانت أول امرأة تتولى إدارة وزارة الصحة في أوهايو من 2019 إلى 2020، وكانت من أبرز القيادات الصحية في بدايات أزمة كورونا على مستوى الولايات، إلا أنها استقالت في اعقاب احتجاجات من مناصري الرئيس دونالد ترامب الذين عارضوا بعض القرارات الصحية التي أصدرتها آكتون لمواجهة خطر انتشار الفيروس بحجة تأثيرها على الأعمال الاقتصادية، وصلت إلى التهديد مرات عديدة.
ولدت أكتون (Amy Acton) وترعرعت في ولاية أوهايو الأمريكية، تقول عن نفسها إنها ليست سياسية، عاشت 12 سنة من طفولتها في 18 بيتاً، واضطرتها الظروف للنوم في خيمة خلال أحد فصول الشتاء الباردة، وقالت في واحدة من المقابلات الصحفية "كان الناس يقدمون لي ولأخي الطعام، لكنهم لم يسمحوا لأطفالهم باللعب معنا بسبب مظهرنا المتسخ ورائحة ثيابنا الكريهة".
آكتون قالت إنها تعرضت للإهمال والايذاء أثناء إقامتها مع والدتها بعد طلاق والديها، بحلول الصف السابع، كانت تعيش مع والدها في بيئة أكثر استقرارًا، وتطورت شخصيتها في المدرسة الثانوية حتى أصبحت عضوا في جمعية الشرف الوطنية.
خصلت آكتون على شهادة في الطب عام 1990، وعملت كأستاد مساعد في كلية الصحة العامة في جامعة ولاية أوهايو، وأستاذ زائر في مركز أبحاث الإصابات والسياسات في معهد الأبحاث في مستشفى Nationwide Children’s، إضافة إلى مساهمتها في مبادرات إنسانية ذات صلة مباشرة بخدمة المجتمعات المحلية والصحة العامة، بفضل خبرتها الطويلة في مجال الخدمات المجتمعية وسياسات الرعاية الصحية.
صحيفة النيويورك تايمز خلال أزمة فيروس كورونا قالت عن أكتون: هي القائدة التي نتمناها جميعا.
آكتون التي تواصل عملها الآن في مجال الصحة العامة والتدريس والإشراف على بعض مشاريع الصحة العامة المجتمعية, حصلت هذا العام بعد استقالتها على جائزة روح كولومبوس، وهي الجائزة التي أسست سنة 2013 لتكريم جيري موك كأول امرأة تطير منفردة حول العالم سنة 1964.